الاتحاد الخليجي يهيمن على الأجواء وجزر الإمارات تحتل حيزاً متقدماً

وزراء خارجية «التعاون» أعدوا ملفات القمة التشاورية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العاصمة السعودية الرياض، أمس، اجتماعاً تحضيرياً للقاء التشاوري الرابع عشر لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس المقرر عقده اليوم، والذي سيبحث العديد من القضايا والملفات السياسية.

وبينها ملف الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، وملفات اقتصادية إضافة إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أطلقها في قمة الرياض (ديسمبر 2011) للتحول من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد.. في وقت أكدت مملكة البحرين أن التحديات التي تواجه المنطقة تتطلب تعاوناً خليجياً أكثر تسارعاً يحقق للشعوب الخليجية ما تصبو إليه في الأمن والاستقرار والتنمية.

ومن المرتقب أن يناقش القادة، الذين يعقدون قمّتهم في قصر الدرعية، تقريراً موجزاً حول مسيرة التعاون المشترك ويتداولون في مبادرة الملك عبدالله الخاصة بالانتقال من مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد، وتوصيات المجلس الوزاري بشأن المرئيات النهائية للهيئة المتخصصة التي سبق تشكيلها من الدول الأعضاء، فضلاً عن استعراض «آخر المستجدات الإقليمية والعربية والدولية»..

 والتحول من التعاون إلى الاتحاد بالإضافة إلى الملف الأمني إلى جانب آخر المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، علاوة على تقرير موجز حول مسيرة التعاون المشترك في كافة المجالات منذ انعقاد القمة السابقة ولاسيما ما يتعلق بمبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد..

إلى جانب استعراض مسيرة العمل الخليجي المشترك بجوانبه السياسية والاقتصادية والأمنية سعياً لتحقيق المزيد من طموحات أبناء دول المجلس من التلاحم والتعاون والتقدم مع التركيز على إعادة ترتيب البيت الخليجي الداخلي لمواجهة المستجدات والتطورات والمخاطر المحدقة بدوله. ويتوقّع أن تحتل الخطوات التي أقدمت عليها إيران والتي تكرس فيها احتلالها لجزر الإمارات الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى حيزاً كبيراً من هذه القمة.

الوضع السوري

ومن المواضيع التي ستكون مطروحة على طاولة المناقشات أمام القادة تطورات الأوضاع في سوريا واستمرار العنف وعمليات القتل المتواصل وتزايد أعداد الضحايا واللاجئين إلى الدول المجاورة مثل تركيا والأردن ولبنان، إضافة إلى القضية الفلسطينية وتصاعد وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة مدينة القدس وما يتعرض له المسجد الأقصى من تهديدات.

وتكتسب القمة التشاورية الـ 14 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي أهمية خاصة من بين القمم السابقة نظراً للأجندة الداخلية المهمة والملفات الإقليمية والدولية الساخنة التي يتوقع أن تناقشها القمة نصف السنوية لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لمراجعة كافة مسارات التعاون المشترك والذي يؤدي لتعزيز التواصل بين قادة دول المجلس ويؤكد حرصهم على المتابعة المستمرة لمسيرة هذا الصرح لتلبية طموحات أبنائه وتطلعاتهم. وأمس بحث المجلس الوزاري بحضور:

معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية د. أنور محمد قرقاش، ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح ووزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبداللطيف بن راشد الزياني في الملفات المطروحة على القمة الـ 14.

دعم وآمال بحرينية

في هذه الأجواء ووسط رهان كبير على مخرجات القمة، أكدت مملكة البحرين أن التحديات التي تواجه المنطقة تتطلب تعاوناً خليجياً أكثر تسارعاً يحقق للشعوب الخليجية ما تصبو إليه في الأمن والاستقرار والتنمية.

وأشار بيان مجلس الوزراء البحريني، في ختام جلسته الاعتيادية برئاسة رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، أن ذلك التعاون «تحققه واقعاً» مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد. وأعرب المجلس عن أمله بأن تكون القمة «سبيلاً نحو الانطلاق لتحقيق خطوات تنفيذية تدعم» ما جاء في هذه المبادرة، مجدداً الإشادة بمبادرة خادم الحرمين الشريفين للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد وأهميتها في هذه المرحلة الحساسة وتحدياتها.

وكان الأمير خليفة بن سلمان دعا أمس إلى مضاعفة العمل والتنسيق المشترك بين دول مجلس التعاون في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة، مؤكداً ضرورة التعامل باستراتيجية واضحة مع ما أنتجته هذه الظروف من تحديات تجعل من خيار الاتحاد أمراً ملحاً يلبي تطلعات دول وشعوب المجلس في مزيد من الرفاهية والأمن والاستقرار.

ونقلت وكالة أنباء البحرين عن المسؤول البحريني القول إن «ما يهم المواطن الخليجي اليوم هو إعلان الاتحاد الخليجي باعتباره الحدث الكبير الذي يمثل نقطة تاريخية في المنطقة.. وإننا على يقين أن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس يعملون من أجل ذلك ولديهم عزم أكيد على تحقيقه في أقرب وقت ممكن». وقال إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين نحو إعلان الاتحاد «لامست مطلباً شعبياً وأملًا في الصدور طالما تطلعت إليه الشعوب الخليجية التي صنعت هذه الإرادة وعكست رؤية مستقبلية تتفاعل مع إرادة الشعوب.

وتلبي طموحاتها في كيان خليجي يمتلك من الأدوات والآليات ما يجعله أكثر قدرة وفعالية في مواجهة ما تعيشه المنطقة من تحديات في الحاضر والمستقبل». ورأى أن «الحلم الأكبر لشعوب المنطقة هو رؤية اليوم الذي تذوب فيه كل الحدود من أجل وحدة منتظرة تحقق خليجنا واحد ينعم فيه الجميع بما يوفره من مظلة قوية للأمن والأمان والرخاء والاستقرار».

وأكد خليفة بن سلمان أن أولوية العمل الخليجي ينبغي أن تتركز في هذه المرحلة على تحقيق وضمان الأمن الخليجي بمفهومه الواسع وزيادة التنسيق المشترك في المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية عن طريق تبني منظومة أمنية خليجية موحدة تشكل عنصر حماية لدول المجلس في مواجهة التحديات المتزايدة التي تشهدها المنطقة.

Email