رفض أسرى فلسطينيون عرضا إسرائيليا بإبعادهم إلى دولة أوروبية لمدة ثلاثة أشهر للعلاج، ومن ثم العودة إلى بيوتهم مقابل فك إضرابهم عن الطعام، وأعلنت اللجنة المركزية لقيادة إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال رفض أي حلول جزئية لا تضمن الحد الأدنى من مطالبهم. في وقت يواجه سبعة أسرى يخوضون الإضراب «خطر الموت» في مستشفى سجن الرملة الذي نقلوا إليه.
ويواصل أكثر من 1600 أسير فلسطيني إضرابهم عن الطعام لليوم الـ25، في حين دخل إضراب الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة يومه الـ75، و8 آخرين الشهر الثاني، وسط تحذيرات من تدهور حالتهم الصحية ودخولهم مرحلة الخطر.
وقالت اللجنة المركزية لقيادة الإضراب، في بيان لها سرب من داخل السجون ونشرته وسائل إعلام فلسطينية محلية، لتبيين موقفها من نتائج اجتماع عقدته قيادة مصلحة السجون الإسرائيلية في سجن نفحة الصحراوي مع اللجنة المركزية الليلة قبل الماضية، إن الأسرى قرروا تصعيد خطوات الإضراب، عبر الامتناع عن تناول الفيتامينات ومقاطعة عيادة السجن.
وأعلنت اللجنة أن الأسرى في طريقهم لاتخاذ «خطوات جادة وجريئة رغم خطورتها»، متهمة مصلحة السجون بأنها «تحاول من خلال المراوغة والمماطلة والتسوية الضغط على الأسرى من أجل فك الإضراب مقابل وعود». وحذرت اللجنة أن «الساعات والأيام القليلة المقبلة ستشهد تطورات غير مسبوقة ستعلن عنها في حينه».
من جانبها، قالت مديرة مؤسسة «الضمير» لحقوق الإنسان في الضفة المحامية سحر فرانسيس إن قيادة إضراب الأسرى رفضت عرضاً من مصلحة السجون الاسرائيلية بإنهاء عزل 16 أسيراً والإبقاء على 3 فقط قيد العزل الفردي، هم القائد السابق لـ «كتائب عز الدين القسام» في الضفة إبراهيم حامد، والقياديان في الكتائب عبدالله البرغوثي وحسن سلامة.
فيما رفض الأسرى محمود السرسك وحسن الصفدي وعمر أبو شلال، المضربون عن الطعام منذ نحو 50 يوما، عرضا تقدمت به مصلحة السجون الإسرائيلية أول من أمس بإبعادهم إلى الخارج لمدة ثلاثة أشهر ومن ثم العودة إلى بيوتهم مقابل فك إضرابهم عن الطعام.
بدوره، قال المحامي جواد بولس «لقد عبر لي طبيب السجن في مستشفى الرملة عن خشيته الحقيقية على حياة الأسرى السبعة الذين توقفوا عن تناول السوائل وباتوا يواجهون خطر الموت».
وأوضح المحامي أن «هناك سبعة أسرى مضربين عن الطعام موجودين في مستشفى سجن الرملة توقفوا الثلاثاء عن تناول السوائل ويعتمدون على تناول الماء فقط، منهم بلال ذياب (27 عاما) وثائر حلاحلة (34 عاما)». وأضاف أن الأسرى الباقين هم «حسن الصفدي وعمر ابو شلال وجعفر عز الدين ومحمود السرسك ومحمد تاج، ومنهم من تخطى الـ68 يوما في اضرابه عن الطعام». في تلك الأثناء، منعت إدارة سجن النقب الصحراوي للمرة الثالثة على التوالي المحامين من زيارة الأسرى المضربين عن الطعام، ومن بينهم النائب ناصر عبد الجواد والشيخ عايد دودين الذي يعد من أقدم الأسرى الإداريين.
وقال أسرى «حماس» في النقب، في بيان، ان إدارة السجن تستفرد بعشرات الأسرى المضربين في قسم معزول كليا عن العالم الخارجي ومفصول عن أقسام السجن بعيدا عن أعين العامة. وناشدوا الصليب الأحمر الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بضرورة القيام بواجبهم الإنساني وكسر هذه العزلة.
