ألقى الدكتور طارق أحمد الهيدان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية رئيس وفد الدولة إلى اجتماع حركة عدم الانحياز الوزاري الذي اختتم أعماله في شرم الشيخ بمصر أمس، كلمة تناول فيها قضية جزر دولة الإمارات الثلاث التي تحتلها إيران، والقضية الفلسطينية، وتطورات الوضعين اليمني والسوري.

وقال في كلمته : «حدثت تطورات كثيرة في المشهد الدولي وفي كثير من المشاهد الإقليمية وتغيرت الأجندة العالمية وبرزت إلى السطح قضايا دولية وإقليمية جديدة تتطلب منا التركيز عليها وإعادة ترتيب أولوياتنا بحيث نركز على أجندة ذات منظور مستقبلي تنسجم وروح العصر وتواكب التحولات التي يشهدها العالم بما يكفل استتباب الأمن والسلم الدوليين ويعزز استقرار ونماء الشعوب».

وأردف : إن «الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بكافة المبادئ التي بنيت عليها حركة عدم الانحياز وخاصة مبدأ احترام سيادة الدول وتسوية المنازعات بين الدول بالطرق السلمية ورفض حالات الاحتلال الأجنبي».

واستطرد: «ومن هذا المنطلق فإن دولة الإمارات العربية المتحدة ترفض الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة من قبل إيران والتي تمت بتاريخ 11 أبريل 2012 .

وتؤكد أنها لاتغير شيئاً من الحقائق التاريخية والوضع القانوني الذي يؤكد على سيادة الإمارات على هذه الجزر».

وقال رئيس وفد الدولة : إن دولة الامارات العربية المتحدة «قامت ببذل جهود كبيرة لبناء الثقة إيماناً منها باتباع الطرق السلمية لحل هذه القضية وتأكيداً على تعزيز العلاقات التاريخية وحسن الجوار مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحرص على دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة تطالب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالاستجابة لدعوات دولة الإمارات العربية المتحدة الصادقة لإيجاد حل سلمي وعادل لقضية الجزر الإماراتية المحتلة أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، وذلك عن طريق المفاوضات الثنائية أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية».

القضية الفلسطينية

وأضاف : «نرحب بإعلان الدوحة الصادر في فبراير من أجل تخطي التحديات امام تنفيذ اتفاقية المصالحة بين الأطراف الفلسطينية ونأمل أن تترتب عليه وحدة وطنية فلسطينية صلبة تعمل على تحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني. وتدعم الإمارات حق الدولة الفلسطينية بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة وندعو باقي بلدان الحركة ممن لم تعترف بالدولة الفلسطينية للاعتراف بها ودعمها».

وشدد الدكتور الهيدان على ان السلام في الشرق الأوسط «لن يتحقق الا بانسحاب اسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ العام 1967 وهو مايتطلب من اسرائيل إنهاء سياساتها العدوانية ووقف بناء المستوطنات غير الشرعية على الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقف بناء الجدار ومصادرة اراضي الفلسطينيين»،

معرباً عن الأمل في ان «تتوصل الجهود المخلصة المتواصلة التي نبذلها الى دفع الأمم المتحدة وبالذات مجلس الأمن والرباعية والدول المؤثرة وكافة أطراف النزاع في منطقة الشرق الأوسط الى استئناف مفاوضات السلام بين كافة الأطراف المعنية عملًا بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية القائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام وخارطة الطريق».

ودعا رئيس وفد الدولة في كلمته الى «مواصلة توفير الدعم السياسي والمالي والإنساني للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية لمساعدتها في الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة القادمة».

اليمن وسوريا

وقال الدكتور الهيدان: «تؤكد الإمارات التزامها بوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي اللازمين له لتحقيق الأمن والاستقرار فيه ونشيد بما تحقق من تقدم في تنفيذ المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية وانتخاب الرئيس اليمني الجديد، حيث تتطلع الإمارات للمشاركة في مؤتمر مجموعة أصدقاء اليمن المعقود في منتصف الشهر الجاري في السعودية».

وأردف: «وبالنسبة للأزمة في سوريا فإن الإمارات العربية المتحدة تساند قراري مجلس الأمن رقم 2042 و 2043 والجهود التي يبذلها المبعوث الخاص المشترك كوفي انان من أجل تسوية هذه الأزمة بالطرق السلمية استناداً لما نصت عليه المرجعيات الخاصة بولايته بما فيها قرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة التي تضمنت خارطة طريق للحل السياسي للأزمة السورية وفقاً للمبادرة العربية، حيث نأمل من الأطراف السورية المعنية بتحمل كامل مسؤولياتها الوطنية والتقيد الدقيق في إطار من الشفافية الكاملة بجميع التزاماتها وتعهداتها تجاه النقاط الست في خطة المبعوث المشترك وبما يكفل حقن دماء الشعب السوري الشقيق وتلبية تطلعاته المشروعة وإعادة الأمن والاستقرار في كافة أرجاء وطنه». الصومال واليمن

 

وبشأن الصومال، قال الدكتور الهيدان: «تواصل الإمارات بصفتها تترأس فريق الاتصال المعني بالقرصنة على سواحل الصومال جهودها من أجل حشد وتنسيق الجهود الدولية لمكافحة القرصنة، حيث سندعو لعقد المؤتمر المعني بمسألة القرصنة قبالة السواحل الصومالية يومي27 و28 يونيو في دبي بمشاركة ممثلين عن القطاعين العام والخاص».

واستطرد: «نرحب بقبول الوكالة الدولية للطاقة المتجددة بمركز مراقب في الأمم المتحدة وندعو بلدان حركة عدم الانحياز الى الانضمام الى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة»، منوهاً الى تطلع الامارات للاضطلاع مسؤولياتها في هيئة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وتمكين المرأة بعد فوزنا بعضوية المجلس التنفيذي ابتداء من العام المقبل 2013.