دعا رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى أمس الجزائريين إلى «إسقاط» النظام الحاكم منذ العام 1962 عبر صناديق الاقتراع لا عبر ما سماه بالمؤامرات الخارجية في وقت احتجت ليبيا على تصريحات أويحيى التي وصف فيها ثورات «الربيع العربي» بالطوفان حيث استدعت سفير الجزائر لديها.وهي أول مرة يدعو فيها رئيس وزراء جزائري لا يزال في منصبه إلى إسقاط النظام الحاكم..

قال أويحيى، في تجمع شعبي نظمه في ولاية تيبازة (شمال غرب الجزائر) للدعاية لحزبه التجمع الوطني الديمقراطي لانتخابات البرلمان المقررة الخميس المقبل غداة اختتام الحملة الانتخابية الليلة قبل الماضية والتي استمرت ثلاثة أسابيع: «نعم لإسقاط النظام عبر صناديق الاقتراع لا عن طريق خدمة أجندات أجنبية تحت غطاء الثورة». وحذر أويحيى الجزائريين من «الربيع العربي الذي لم ينتج سوى الفوضى والانقسامات وغياب الأمن»، في إشارة إلى ما في المنطقة العربية ، معرباً عن تخوفه مما يحدث في مالي بعد إعلان استقلال إقليم

أزواد المجاور للجزائر الانفصال عن الدولة المركزية. وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء الجزائري «إنها تستهدف الجزائر التي يتربص بها الأعداء بدعم من أطراف داخلية ودعاة إسقاط النظام عن طريق الثورة بدل التغيير عن طريق الصناديق».

وتأتي تصريحات أويحيى غداة انتهاء الحملة الانتخابية منتصف الليلة قبل الماضية والتي تواصلت لمدة ثلاثة أسابيع. وتميزت الحملة التي سبقت بإجماع الأحزاب الـ 44 التي شاركت في هذه الحملة على ضرورة حماية وحدة الجزائر والدفاع عن استقلالها وثوابتها ورفض كافة أشكال التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للجزائر واعتماد الوسائل السلمية للتغيير السياسي في البلاد ورفض كل أنواع التزوير، فضلا عن الدعوة إلى الاستغلال الأمثل للكفاءات البشرية وللقدرات المادية التي تزخر بها بلادهم من أجل إنعاش الاقتصاد الجزائري وتمكين البلاد من تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي على وجه الخصوص.

وأكد رؤساء الأحزاب خلال تنشيطهم لتجمعات شعبية في ختام الحملة أن الاقتراع يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لاستقرار البلاد التي تعيش في ظل وضع دولي وجهوي «جد حساس».

 

احتجاج ليبي

من جانب آخر، احتجت ليبيا بشدة على تصريحات أويحيى وصف فيها ثورات الربيع العربي بطوفان أدى إلى احتلال العراق وتدمير ليبيا وتقسيم السودان وإضعاف مصر.

وكرد فعل استدعت وزارة الخارجية الليبية السفير الجزائري لدى طرابلس وأبلغته استغرابها واستهجانها لتلك التصريحات وطلبت أن تقدم سلطات بلاده تفسيرات حولها.