تبدّل مشهد الأحداث في فرنسا في أعقاب فوز الاشتراكي فرانسوا هولاند على منافسه نيكولا ساركوزي. ففيما اتفق هولاند وساركوزي على تسليم السلطة 15 مايو الجاري، أعلنت الداخلية الفرنسية أن النتائج النهائية أظهرت تفوق هولاند بحصوله على 51.62 في المئة من الأصوات، في الأثناء توالت التهاني للرئيس الجديد من الرئيس الأميركي باراك أوباما، والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل، وبقية دول الاتحاد الأوربي ودول مجلس التعاون الخليجي.
وتوافق الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند في أعقاب فوزه في الانتخابات الرئاسية بأكثر من 51 في المئة، مع الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي على نقل السلطة في البلاد في 15 مايو الجاري.
ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصادر في الإليزيه قولها، إنه «تم تحديد موعد نقل الرئاسة لهولاند في 15 مايو، باتفاق بين مسؤولين في قصر الرئاسة وآخرين من حملة هولاند الانتخابية»، متوقعة أن «يُعين هولاند رئيساً للحكومة ويشكل حكومته بعد تسلمه الحكم رسمياً».
تفوق اشتراكي
في الأثناء، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، أن «النتائج النهائية للانتخابات أظهرت حصول هولاند على 51.62 في المئة من الأصوات مقابل 48.38 في المئة لساركوزي بما في ذلك أصوات الفرنسيين في الخارج.
وأشارت الوزارة إلى أن «النتائج النهائية أظهرت كذلك أن 18 مليون ناخب صوتوا لصالح هولاند فيما صوّت لساركوزي 16.9 مليون من أصل 46 مليون ناخب شاركوا في عملية الاقتراع».
ويتوقع أن يعلن المجلس الدستوري الفرنسي النتائج رسمياً يوم الخميس المقبل.
رؤى التغيير
وفي أعقاب إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية، قال هولاند إن «المعاملة العادلة للجميع ومصلحة الشباب ستكونان الدافع لسياسته، معرباً عن أمله في أن يتم الحكم عليه بناء على هذه التعهدات المتعلقة بالعدالة والشباب»، مضيفاً في حشد من مؤيديه في تول، قاعدته السياسية الصغيرة بوسط فرنسا، «سيستند كل خيار أقوم به وكل قرار اتخذه على هذه المعايير الوحيدة، عندما يحين الوقت للنظر إلى الوراء في نهاية فترتي وما فعلته من أجل بلدي سأسأل نفسي هل أحرزت تقدماً في قضية المساواة وهل سمحت لجيل جديد بأن يأخذ مكانة في الجمهورية».
ووصف هولاند فوزه في الانتخابات الرئاسية بأنه «حركة صاعدة في كل أوروبا وربما العالم»، مضيفاً لأنصاره «هذه هي رسالتي، أنتم أكثر بالتأكيد من مجرد شعب يريد التغيير، أنتم حركة صاعدة في كل أوروبا، وربما في العالم، لحمل قيمنا وتطلعاتنا ومطالبنا بالتغيير. شكراً، شكراً، شكراً».
وقال هولاند، وقد بدا عليه التعب، خلال مخاطبته عشرات الآلاف من أنصاره: «تذكروا كل حياتكم هذا التجمع الكبير في ساحة الباستيل، لأنه سيحفّز كذلك شعوباً أخرى في أوروبا على التغيير»، متعهداً بـ«الانتهاء من التقشف»، مردفاً القول إنه «في كل العواصم، أبعد من رؤساء الحكومات والدول، هناك شعوب بفضلنا تأمل، تتطلع إلينا وتريد منا الانتهاء من التقشف»، واصفاً نفسه بـ«رئيس الشباب في فرنسا».
تهانٍ تتوالى
وفي أعقاب الإعلان عن فوز هولاند بالرئاسة الفرنسية، توالت ردود الأفعال على مستوى العالم، إذ هنأت كلٌ من الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وكندا وعديد دول، إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي.
وهنأ الرئيس الأميركي باراك أوباما هولاند بفوزه في الانتخابات، كما ناقشا ملفات عدة تصدرها أفغانستان وأزمة الديون الأوربية.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني، إن «أوباما سيستقبل هولاند في قمة مجموعة الثماني وقمة الحلف الأطلسي هذا الشهر، وأوباما ينوي التعامل بشكل وثيق مع هولاند وحكومته في مجمل الملفات الصعبة في مجال الاقتصاد والأمن».
على الصعيد ذاته، هنأت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل هولاند بالفوز ودعته لزيارة برلين، إلا أنها طرحت في الوقت ذاته شروطاً على هولاند، مستبعدة أي تفاوض حول اتفاقية الموازنة الأوروبية وأي مبادرة لـ«النمو بالعجز».
وقال ستيفن سيبتر، الناطق باسم ميركل، في مؤتمر صحافي دوري: «ليس ممكناً إعادة التفاوض على اتفاقية الموازنة» التي سبق أن وقعت عليها 25 من أصل الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وترمي لتعزيز الانضباط في إدارة المالية العامة.
ازدحام استحقاقات
وينتظر هولاند جدول أعمال مزدحم، إذ من المقرر أن تجري مراسم التنصيب بين 11 15 مايو الجاري، قبل تعيين رئيس للوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة.
ومن المنتظر أن يزور هولاند ألمانيا للقاء المستشارة انغيلا ميركل، إلى جانب مشاركته في قمة مجموعة الثماني وقمة حلف شمال الأطلسي وقمة مجموعة العشرين، واجتماعات المجلس الأوروبي في بروكسل، فضلاً عن استحقاقات داخلية أخرى تتمثل في بدء الحملة الانتخابية للدورة الأولى للانتخابات التشريعية في كل المناطق الفرنسية.


