تواصل مسلسل التفجيرات في سوريا أمس والتي كان أعنفها في مدينة حلب التي لقي فيها تسعة أشخاص حتفهم، فيما هزّ انفجاران لم يسفرا عن ضحايا العاصمة دمشق التي شيّع الآلاف فيها عشرة قتلى سقطوا في تظاهرات اول من أمس تزامناً مع سقوط ثمانية قتلى جدد برصاص قوات النظام في حي برزة بالعاصمة، واربعة في مدينة حمص التي عرف حيها الخالدية قذيفة من الجيش النظامي كل خمس دقائق.

وقال ناشطون ولجان حقوقية إن عدد القتلى أمس وصل إلى 21 شخصاً نتيجة تفجيرات وعمليات عسكرية شنتها قوات النظام. وسقط تسعة من القتلى في حلب، وثمانية في دمشق ، وأربعة في حمص.

وسقط قتلى حلب التسعة في تفجير استهدف مغسلة سيارات في حي شعبي فقير. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن إن القتلى التسعة سقطوا في انفجار استهدف مغسلة للسيارات في منطقة تل الزرازير وهي من أفقر الاحياء في المدينة التجارية التي تقطنها غالبية من الطبقة المتوسطة.

وقالت الناشطة نور الحلبية في مدينة حلب في اتصال عبر «سكايب» مع «فرانس برس» ان «اصوات اطلاق رصاص تلت صوت الانفجار فيما عملت قوات الامن على قطع الطرقات». وشهدت مدينة حلب في الاشهر الماضية انفجارات عدة اسفرت عن مقتل وجرح عدد من الاشخاص.

 

تبنّي الانفجار

وأعلن عضو بالجيش السوري الحر المسؤولية عن الانفجار وقال لوكالة «رويترز» في بيروت ان محطة غسيل السيارات يستخدمها افراد من ميليشيا موالية للاسد. وقال علي الحلبي الذي ذكر اسم صاحب محطة غسيل السيارات واتهمه باغتصاب امرأة أمام زوجها: «وضعنا قنبلة داخل سيارة». وأضاف: «ذهبت الى المنطقة بعد ذلك وشاهدت سبع جثث وكثيرا من الجرحى». إلا ان اتحاد تنسيقيات الثورة السورية نقلت عن شهود أن المستهدف من التفجير نجا لتغيبه عن المغسلة لحظة الانفجار وأنه توعّد بقتل 200 معارض رداً على استهدافه.

 

انفجار دمشق

وفي دمشق، سمع صوت انفجارين في دمشق تبين ان الاول وقع في اطراف العاصمة اثناء مرور حافلة عسكرية وادى الى اصابة ثلاثة جنود بجروح، والثاني ناجم عن عبوة وضعت تحت سيارة عسكرية في شارع الثورة التجاري الحيوي، بحسب المرصد وناشطين. وشاهد صحافيون من «رويترز» حافلات صغيرة مدمرة وسيارة أجرة صفراء محطمة تم ابعادها في وقت لاحق عن المنطقة. وقال ساكن في حي سوق ساروجة القريب: «سمعنا دوي انفجار كبير».

وأضاف: «تحاصر قوات الامن المنطقة». واعتبر ناشطون في دمشق ان هذين الانفجارين «محاولة من النظام لترويع الناس وثنيهم عن المشاركة في تشييع القتلى الذين سقطوا في تظاهرات جمعة «إخلاصنا خلاصنا».

 

قتلى وتشييع

وفي السياق، قتلت قوات النظام بالاشتراك مع ميليشيا «الشبيحة» ثمانية أشخاص في حي برزة بدمشق. وقال ناشطون إن القتلى سقطوا عندما اجتاحت قوات كبيرة للنظام الحي الذي يشهد تظاهرات حاشدة مناهضة للرئيس بشار الأسد. وخرج الاف الاشخاص في حيي كفرسوسة والتضامن الدمشقيين لتشييع قتلى تظاهرات الجمعة، بحسب ما افاد ناشطون واظهرت مقاطع بثت مباشرة على شبكة الانترنت.

وقال الناشط في اتحاد تنسيقيات دمشق ابو قيس في اتصال عبر مع «فرانس برس»: «يشهد حي كفرسوسة تظاهرة حاشدة يشارك فيها الاف الاشخاص لتشييع الشهداء الذين سقطوا برصاص الامن السوري اثناء التظاهرات».

وفي حي التضامن، خرج الاف الاشخاص للمشاركة في التشييع الذي انطلق ظهرا، بحسب ما افاد الناطق باسم مجلس الثورة في دمشق ديب الدمشقي. وافاد ابو قيس من تنسيقيات دمشق ان «قوات الامن عملت على تقطيع اوصال حي التضامن من خلال اقامة الحواجز الامنية». وقال عماد وهو ناشط يقيم بالقرب من شارع الثورة اكتفى بذكر اسمه الاول خوفا من الاعتقال: «نريد ان نوضح للصحافيين الاجانب في سوريا ان دمشق ليست صامتة وإحراج النظام».

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان: «شارك اهالي حي كفرسوسة بدمشق في تشييع حاشد للقتلى الذين سقطوا خلال اطلاق الرصاص» من قوات الامن على متظاهرين، مشيرا الى ان قوات الامن «اطلقت القنابل المسيلة للدموع واغلقت ساحة كفرسوسة بالحاويات والاطارات المشتعلة». ولدى وصول جثامين القتلى، علت زغاريد الشابات المشاركات في التظاهرة، وعلت هتافات «ابو الشهيد ارفع راسك» ، فيما ظهرت على احد جدران المكان شعارات تحيي الجيش الحر. وفي حمص، قتل أربعة محتجين على يد القوات النظامية رغم تواجد المراقبين الأممين في أحياء من المدينة. وقالت لجان التنسيق إن حي الخالدية تعرض إلى قصف عنيف بمعدل قذيفة كل خمس دقائق.

 

تحركات المراقبين

وفي سياق تحركات المراقبين الأمميين، ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن وفداً من البعثة الأممية زار مدينة بصرى الشام في محافظة درعا، مضيفة ان عددا كبيراً من سيارت الأمن و«الشبيحة» رافقت جولة المراقبين الذين التقوا بعدد من الناشطين.

وفي حمص، خرج المراقبون من حي القصير بعد أن شهدوا إطلاق نار من حاجزين أمنيين على المتظاهرين الذين جاؤوا لمقابلة البعثة. كما توجه المراقبون إلى مدينة أريحا في ريف ادلب التي شهدت قصفاً عنيفاً من قبل النظام الليلة قبل الماضية. وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن المراقبين دخلوا إلى المدنية لكونوا شهوداً على حجم الدمار «لكن زيارتهم لم تستغرق أكثر من عشر دقائق, حيث لم يقوموا بأي جولة ورفضوا ان يتحدثوا للأهالي أو أن يستلموا منهم أية تقارير عن مخالفة النظام لبنود خطة انان. مع العلم ان هذه الزيارة هي الرابعة من نوعها للمدينة». وأضافت التنسيقيات: «فور مغادرة المراقبين فتحت حواجز الجيش المتمركزة داخل المدينة نيرانها على جموع المتظاهرين».