صوّت الإيرانيون أمس، في جولة الإعادة بالانتخابات البرلمانية، التي يأمل فيها حلفاء الزعيم الإيراني علي خامنئي باستكمال النصر الذي حققوه على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وهو شخصية محافظة، لكنه يتعرض للانتقاد من قبل نخبة المؤسسة الدينية على نحو متزايد.

ومن المرجّح أن تعني الأغلبية المتوقع أن يحققها معسكر خامنئي، أن يكون العام الأخير في فترة ولاية أحمدي نجاد الثانية والأخيرة صعباً. وينظر إلى الانتخابات البرلمانية على أنها اختبار لشعبية المؤسسة الدينية بزعامة خامنئي بعد تهميش غالبية الإصلاحيين ووضع زعماء المعارضة رهن الإقامة الجبرية، أكثر منها فرصة لإحداث تغيير جوهري في الطريقة، التي تدار بها الجمهورية الإسلامية.

ويجري التنافس في هذه الجولة على نحو 65 مقعداً في المجلس المؤلف من 290 مقعداً، وذلك بعد أن فاز موالون لخامنئي بأكثر من 75 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى، التي جرت في مارس الماضي. وأفادت وزارة الداخلية بأنه من المتوقع إعلان النتائج النهائية في غضون 24 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع. وسيجتمع البرلمان الجديد يوم 27 مايو الجاري. ومن بين المرشحين الخمسة الذين ضمنوا بالفعل مقاعد في طهران غلام علي حداد عادل وهو حليف رئيسي لخامنئي، وحما ابنه مجتبى وحصل على معظم الأصوات.

وقال المحلل محمد ماراندي من جامعة طهران: «علينا أن ننتظر حتى يجري تشكيل الفصائل، قبل أن نتمكن من رؤية ما حدث. ولكن بغض النظر عما يحدث فإن البرلمان المقبل لن يجعل الأمور سهلة (للرئيس أحمدي نجاد)».

وخرجت الجبهة المتحدة للمحافظين وهي تحالف لجماعة من المحافظين المرتبطين بخامنئي كأكبر كيان في الجولة الأولى للانتخابات.

وقال المحلل الإيراني رضا إصفاندياري: «هذه القائمة تضم كثيراً من معارضي أحمدي نجاد، لكن كثيراً من المرشحين مبتدئون ميولهم السياسية غامضة. وبالتالي لا نعرف على وجه اليقين كيف سيتصرفون».

وتابع قائلاً: «التجمعات السياسية في إيران غير منضبطة، ولا يوجد مقرر في النظام البرلماني الإيراني يجبر أعضاء البرلمان على التصرف على هذا النحو أو ذاك». ومما يزيد الوضع تعقيداً حقيقة أن كثيراً من المرشحين الفائزين ظهرت أسماؤهم في قائمة جبهة المحافظين المؤيدة لخامنئي، وكذلك في قائمة مؤيدة لأحمدي نجاد. كذلك لا تعرف القناعات السياسية لأكثر من 70 مرشحاً مستقلاً فازوا في الجولة الأولى.

 

خطوات ملموسة

 

دعا أحد اعضاء الوفد الايراني المفاوض في الملف النووي الدول الغربية الى القيام بـ«خطوات ملموسة» لبناء الثقة في المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة «5+1»، كما أوردت الجمعة وسائل الاعلام الايرانية.

وقال المسؤول الثاني في فريق المفاوضين الايرانيين علي باقري لدى عودته من جولة في الصين وروسيا، العضوين في مجموعة «5+1» مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا: «على الغرب القيام بخطوات ملموسة لكسب ثقة الشعب الايراني». وأوضح باقري أنه أجرى «مباحثات جدية» مع المسؤولين الصينيين والروس في هذا الصدد. وتدعو موسكو وبكين الى تسوية دبلوماسية وتعارضان فرض عقوبات اقتصادية إضافية وأحادية الجانب على ايران.