رفضت أجهزة الأمن الإسرائيلية السماح لعائلات الأسرى من قطاع غزة زيارة أبنائهم بالسجون الإسرائيلية زاعمة أن من شأنها المس بالانقسام الفلسطيني الداخلي بين الضفة وغزة. في وقت يواصل الأسرى معركتهم ضد المحتل بأمعائهم الخاوية لليوم الثامن عشر على التوالي.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة اللواء ايتان دانغوت قوله، خلال مداولات حول إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام، إن «إلغاء زيارات العائلات تم بإطار سياسة الحكومة للفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية من أجل ممارسة الضغوط على حكم حماس ومساعدة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية».
مواجهة الاضراب
وقالت الصحيفة إن دانغوت عبر بذلك عن موقف الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) من قضية زيارة الأسرى خلال اجتماعين عقدهما وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهارونوفيتش للبحث في مواجهة إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام احتجاجا على الاعتقالات الإدارية ومنع زيارة العائلات لأبنائهم الأسرى.
ونقلت الصحيفة عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن أهارونوفيتش قال خلال اجتماع عقد الثلاثاء الماضي، إنه «يجب التأكد من القيام باستخدام تناسبي وفقط وفقاً لحاجة الاعتقالات الإدارية».
وأضاف الموظف إن أهارونوفيتش قال خلال الاجتماعين إنه يجب تقليص استخدام الاعتقالات الإدارية إلى الحد الأدنى وعبر عن موافقته على التوجه بأنه «يجب استنفاذ التحقيقات وجمع الأدلة التي تسمح بفتح إجراءات جنائية قبل التوجه إلى الاعتقال الإداري».
وذكرت الصحيفة أن مفوض سلطة السجون الإسرائيلية أهارون فرانكو يجري مفاوضات مع قيادة الأسرى الفلسطينيين والتقى مع عدد منهم وفي مقدمتهم القيادي في حركة «فتح» الأسير مروان البرغوثي.
وأضافت أن فرانكو تسلم من الأسرى قائمة بمطالبهم لوقف الإضراب عن الطعام، من بينها استئناف زيارات العائلات من قطاع غزة للأسرى، وإلغاء العقوبات التي تم فرضها عليهم قبل صفقة التبادل بين إسرائيل و«حماس».
عزل السجناء
في موازاة لك، أعلن أسرى حركة «حماس» في سجن النقب أن إدارة مصلحة السجون عزلت 30 مضربا فلسطينيا عن الطعام، ونقلتهم إلى خارج الأقسام مع مصادرة جميع ممتلكاتهم وحرمانهم من حقوقهم وعزلهم بشكل كلي عن العالم الخارجي.
وأوضح أسرى الحركة، في رسالة لهم، أن من بين المضربين حالات مرضية حرجة سيمتنعون خلال 48 ساعة عن تناول الدواء لأنهم لا يستطيعون تناوله خلال حالة الإضراب، محملين إدارة مصلحة السجون المسئولية الكاملة عن حياتهم.
في خضم ذلك، أفادت البعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف أنه، وبناء على التعليمات الصادرة عن الرئيس محمود عباس، شهدت كل من جنيف (المقر الأوروبي للأمم المتحدة) وبيرن العاصمة السويسرية للدولة الوديع لاتفاقيات جنيف الأربع، نشاطا فلسطينيا دبلوماسيا مكثفا بهدف رفع المعاناة عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وإطلاق سراحهم بشكل فوري وعاجل.
وأوضحت البعثة، في بيان لها أمس، أن المندوب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة السفير إبراهيم خريشي سلم مذكرات عاجلة، لرفع المعاناة عن الأسرى الفلسطينيين لكل من وزير الخارجية السويسري ديدييه بوركخالتر، ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كالينبيرجر ، والمفوض السامي لحقوق الإنسان نافي بيلاي ، والرئيسة الحالية لمجلس حقوق الإنسان لاورا دوبوي لاسير، وغيرهم.
