شهدت الساعات الأخيرة التي سبقت انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن لوقف الأعمال العدائية بين السودان وجنوب السودان اتهامات متبادلة بين الطرفين باعتداء كل واحد على الآخر فيما شددت الخرطوم من لهجتها مؤكدة استمراها في القتال ما لم تنسحب قوات جنوب السودان من أراضيها في وقت طالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون السودان بوقف غاراته الجوية على جنوب السودان.
وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد مروح أمس ان بلده لن يوقف القتال إذا لم تنسحب قوات جنوب السودان من أراضيه. وقال «لن نوقف القتال ما لم تنسحب قوات جنوب السودان من أراضينا».
بدوره اتهم الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد جنوب السودان بمواصلة اعتداءاته العسكرية، مخالفا بذلك قرار مجلس الامن الدولي، مؤكدا انه «يحتل» بعض المناطق الحدودية المتنازع عليها. وقال: «من جانبنا أعلنت الدولة التزامها بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف العدائيات، لكن الطرف الآخر لا يزال له قوات داخل أراضينا واحتلاله لمنطقتي سماحه وكفن دبي يعني أنهم لم يوقفوا العدائيات».
وأدلى سعد بتصريحاته قبل الثالثة عصرا بتوقيت غرنتش من يوم أمس، وهو الموعد المحدد لانتهاء مهلة 48 ساعة التي منحها قرار مجلس الأمن الدولي للسودانيين لوقف الأعمال العدائية بينهما تحت طائلة فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية عليهما.
غارات
بالمقابل، اتهم جنوب السودان أمس مجدداً السودان بشن غارة جوية على منطقة نفطية تابعة له وهو الأمر الذي نفته الخرطوم.
وأكد الناطق باسم جنوب السودان فيليب أقوير أن «الخرطوم شنت هجوما جديدا». وقال في تصريحات من جوبا «كان هناك قصف جوي في لالوب بولاية الوحدة» ، مضيفاً: «في نفس الوقت قصف موقعنا في تشوين بالمدفعية» وهو ما نفته الخرطوم.
في غضون ذلك، طالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس السودان بوقف غاراته الجوية على جنوب السودان.
وقالت كلينتون: «يجب أن نستمر معا في توجيه رسالة قوية إلى الحكومة السودانية التي يتعين عليها بموجبها أن توقف فورا ومن دون شروط كل الهجمات خارج حدودها وخصوصا غاراتها الجوية الاستفزازية». وتشارك وزيرة الخارجية الأميركية في العاصمة الصينية بكين في «الحوار الاستراتيجي والاقتصادي» الصيني ـ الأميركي الذي يعقد سنويا.
بيان مشترك
وفي بيان مشترك صدر بعد الحوار، شددت الولايات المتحدة والصين على «أهمية التشجيع على علاقة سلمية وحوار بناء بين حكومتي السودان وجنوب السودان حول المسائل الثنائية». وتعرضت الصين، حليفة السودان منذ زمن بعيد، لانتقادات بسبب دعمها الرئيس السوداني عمر البشير الذي أصدرت ضده المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور غرب السودان.
لكن بكين ارتأت ألا تنحاز إلى أي من السودان أو جنوب السودان وأن تدعو إلى تسوية سلمية للنزاع إذ أيدت الصين قرارا لمجلس الأمن الدولي صدر مساء الأربعاء الماضي يدعو الطرفين إلى وقف الأعمال العسكرية في غضون 48 ساعة وإلا فرضت عليهما عقوبات.
