أغلقت السلطات السورية أمس جامعة حلب وطردت الطلاب من المدينة الجامعية بعد هجوم شنّه القوات الموالية للنظام وميليشيا «الشبيحة» على سكن الطلاب أسفر عن مقتل ستة طلاب بالسكاكين والرصاص في أعنف قمع على النشاطات الطلابية المعارضة منذ بدء الثورة، فيما قامت بعثة المراقبة الأممية بزيارة إلى أحياء حمص والتقت بعدد من السكان والمنشقين.
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان 22 شخصاً قتلوا في عمليات شنتها القوات الموالية للنظام على عدة مدن ومناطق، من بينهم سبعة قتلى في حلب وستة في حمص وثلاثة في ريف دمشق وقتيلان في كل من درعا وحماة، وقتيل في كل من ادلب والحسكة.
وشهدت جامعة حلب يوماً هو الأكثر دموية منذ انطلاق الثورة، حيث قتل 6 طلاب في اقتحام ميليشيات مدنية ساندتها عناصر أمنية للمدينة الجامعية. وجاء الاقتحام بعد قيام مجموعة طلابية بتمزيق صور مرشح لانتخابات مجلس الشعب موال للنظام. وقال ناشط إن الهجوم الذي استخدم فيه الأسلحة البيضاء والرصاص الحي بدء منتصف الليلة قبل الماضية بعد «تنظيف» الطلاب محيط المدينة الجامعية من صور مرشح انتخابي من آل برّي.
وأضاف أن الشخص الذي استهدف الطلاب صوره يدير أكبر ميليشيا مدنية قمعت الطلاب في جامعة حلب. وقال شاهد حضر عملية الاقتحام إن طالبين على الأقل قتلاً نتيجة رميهم من قبل عناصر ميليشيا «الشبيحة» من سطح احد الأبنية في السكن الطلابي. وبث نشطاء مناهضون للأسد في حلب صورة شاب قالوا إنه قتل وقميصه ملطخ بالدماء ولقطات فيديو لمبنى المدينة الجامعية وقد اشعلت فيه النيران وحطمت نوافذه. وبدا أن أروقة في المدينة الجامعية حطمت وظهر أشخاص في اللقطات يجرون الأثاث لإخراجه وطلاب يصرخون.
واعتقل نحو 200 طالب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وخرجت تظاهرات عقب ذلك في عدد من احياء مدينة المدينة نصرة للجامعة، بعدما ترددت انباء ما جرى في الجامعة بين السكان.
إغلاق الجامعة
اثر ذلك، اعلنت ادارة جامعة حلب تعليق الدروس في كافة كلياتها «بسبب الظروف الحالية»، بحسب ما جاء في الموقع الالكتروني للجامعة. وكتب الموقع الالكتروني للجامعة على الانترنت : «نظرا للظروف الحالية تعطل الكليات النظرية حتى موعد الامتحانات، وتعطل الكليات التطبيقية والمعاهد حتى تاريخ 13 مايو» الجاري.
وقال محمد الحلبي ان «طلاب الجامعة منعوا من دخول الجامعة وابلغوا بهذا القرار كما ابلغوا بقرار اغلاق المدينة الجامعية (سكن الطلاب) حتى اجل غير مسمى». واضاف ان عناصر الامن «اقتحموا مساكن الطلاب قبل الظهر وطردوا الطلاب ورموا ممتلكاتهم واحرقوا بعض الغرف».
ريف دمشق
إلى ذلك، نفذت القوات الموالية للنظام مداهمات في الاراضي الزراعية المحيطة بمدينة حرستا، وفي منطقة الملعب في مدينة دوما بريف دمشق، بحسب المرصد. كما افادت لجان التنسيق المحلية بتنفيذ قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في قرية دف الشوك. وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق في بيان ان قوات الامن اقتحمت مدينة يبرود.
وفي ادلب، قتلت سيدة برصاص عشوائي من حاجز امن في قرية صراريف. وقال المرصد ان قوات الامن اجبرت الطلاب في مدينة احسم بجبل الزاوية على الخروج بمسيرة مؤيدة للنظام.
وفي دير الزور، اقتحمت القوات النظامية بلدة موحسن في اطلقت النار فيها عشوائيا، وفقا للمرصد.
ريف حمص
وفي ريف حمص، قصفت القوات النظامية قرية غرناطة المجاورة لمدينة الرستن التي تعد احد معاقل الجيش السوري الحر في حمص، بحسب ما افاد ناشطون في الرستن لوكالة «فرانس برس». وقتل منشق ووالده قرب مدينة الحولة برصاص القوات النظامية. ودارت اشتباكات في بساتين مدينة تدمر اثر انشقاق ستة جنود عن القوات النظامية. وتعرضت قلعة الحصن وقرية الزارة لقصف الدبابات ومدافع الهاون بحسب لجان التنسيق.
زيارة البعثة
وزار رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النرويجي روبرت مود مدينة حمص، والتقى محافظها وتجوّل حيي بابا عمرو والخالدية. وقال مصدر محلي في مدينة حمص ليونايتد برس انترناشونال إن رئيس البعثة زار مدينة حمص والتقى محافظها اللواء غسان عبد العال، ثم قام بجولة في حي بابا عمرو ولم يلتق أحداً من السكان بل اكتفى بالمرور بالسيارات فقط، ثم توجه الى حي الخالدية».
خيم فرنسية
قررت فرنسا ارسال «كمية كبيرة من الخيم العائلية الكبيرة والاغطية والمعدات الانسانية» مخصصة للاجئين سوريين، كما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس. وأوضح الناطق باسم الوزارة فنسان فلوراني ان «الطائرة التي تنقل هذه المعدات غادرت باريس الى اضنة» التي اقيم فيها مركز لاعمال الاغاثة التركية.
واضاف ان «هذه المساعدة الفرنسية تكمل المساعدات التي ارسلت الى الشعب السوري في سوريا والاردن ولبنان عبر صندوق الطوارىء الانساني».
واشار الناطق الى ان فرنسا ترى ان «الوضع الانساني في سوريا بالغ الخطورة»، موضحاً ان «اكثر من 230 الف شخص تهجروا في داخل سوريا» وان «200 الف سوري» فروا من بلادهم ولجأوا الى البلدان المجاورة: تركيا والاردن لبنان.
