يقول المعارضون السوريون الذين واجهون القوات النظامية في سوريا إنهم يغيرون أساليبهم باتجاه القنابل محلية الصنع على أمل سد الفجوة بين قواتهم وجيشه القوي المتفوق عليهم.

وتشير سلسلة من التفجيرات القاتلة وقعت في الأسبوع المنصرم إلى أنهم يبلون بلاء حسنا في هذا الشأن. وقال مقاتل من شمال محافظة إدلب في الاسبوع الماضي اثناء فترة استراحة عبر الحدود في تركيا: «بدأنا نزداد براعة بشأن الأساليب ونستخدم القنابل لأن الناس فقراء جدا وليس لدينا ما يكفي من البنادق». واضاف الرجل الذي طلب عدم نشر اسمه: «لا نضاهي الجيش.. وبالتالي نحاول التركيز على الأساليب التي نستطيع القتال بها».

 

أهداف عسكرية

وانطلاقا من علمهم بان الأسد يصور معارضيه على مدى 14 شهرا ماضية بانهم «إرهابيون» ونظرا لحرصهم على الحفاظ على الدعم الغربي والعربي قال عدة مقاتلين متمردين تحدثوا لوكالة «رويترز» ان تفجيراتهم على عكس تنظيم القاعدة تستهدف اهدافا عسكرية ولا تستهدف المدنيين على الاطلاق. وقال الناطق باسم جماعة تدعى جيش التحرير السوري هيثم قديماتي: «نحن لا نستهدف المدنيين. نستهدف بدقة أهداف النظام». واضاف: «لسنا قتلة. نحن ندافع عن أنفسنا».

 

أسباب اقتصادية

وعلى الرغم من اعلان جماعة اسلامية غامضة المسؤولية عن التفجيرات الانتحارية الاخيرة في دمشق يقول كثير من المقاتلين المنشقين ان التغير في الاساليب من البنادق للقنابل اسبابه اقتصادية وليس إيديولوجية. فالمعارك والمناوشات باهظة التكلفة بالنسبة لقوات المنشقين المتشرذمة وكثير منهم شبان من مناطق ريفية فقيرة استدانوا الاموال والأسلحة من متعاطفين في الخارج.

وقال معارض متمرد اخر من ادلب اطلق على نفسه اسم مصطفى إن «شراء المواد الكيميائية الموجودة في متاجر البقالة أو حتى تهريب معدات أقل تكلفة من الحصول على أسلحة ويمكننا أن نفعل المزيد بها بمجرد تحسين مهاراتنا». واضاف: «لدينا الكثير من الاشخاص الذين يكرسون وقتهم لهذا».

 

طريقة مستوحاة

وربما تكون بعض من هذه المهارات المتعلقة بالتفجيرات قد استوحيت من المقاتلين الذين شاركوا في التمرد في العراق المجاور ضد قوات الاحتلال الاميركية.

وقال المحلل من معهد دراسة الحرب ومقره الولايات المتحدة جوزيف هوليداي: «ليس هناك شك في أن الكثير من السوريين قاتلوا مع عناصر تنظيم القاعدة في العراق ومن المرجح أن العديد من المتمردين اليوم تعلموا المهارات الخاصة بالتفجيرات من القتال هناك».

وطغت التفجيرات في المدن السورية التي تستهدف مكاتب الامن وغيرها من رموز دولة الاسد مثل البنك المركزي على الهجمات المسلحة على القوافل العسكرية المتنقلة في المناطق الريفية في الأسابيع القلائل الماضية.

 لكن هوليداي قال انه لا يزال من غير الممكن استبعاد قيام الحكومة بتدبير على الاقل بعض من تلك الهجمات ولا سيما تلك التي اعقبها بث لقطات على شاشة التلفزيون الحكومي لمدنيين مخضبين بالدماء ينددون بالمتمردين ويصفونهم بأنهم إرهابيون. وقال هوليداي: «عندما يتحدث المتمردون عن صنع قنابل الآن فان معظمهم يشيرون على الأرجح إلى استخدامهم لهذه المتفجرات ضد أهداف عسكرية أو قوافل الجيش.. أعتقد أن هذا مختلف عن استهداف البنية التحتية في المدن».