في تصعيد لافت تجاه طموح أكراد العراق في الانفصال وحق تقرير المصير، أكد الرئيس العراقي جلال طالباني حق الأكراد في تقرير المصير، موضحاً أن الأكراد «مسرورون» في هذه المرحلة بحصولهم على الفيدرالية كحق دستوري، لافتاً إلى سعيهم المتواصل إلى شكل آخر من تقرير المصير.. في وقت جدد فيه نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك التشديد على ضرورة العمل بجدية لإنهاء الخلافات بين الكتل السياسية.

وقال طالباني إن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يرئسه «وضع ومنذ بدايات تأسيسه حق تقرير المصير للشعب الكردي ضمن أهداف نضاله الرئيسية».. ونقل موقع الاتحاد الوطني الكردستاني عن طالباني قوله خلال اجتماعه أمس مع المجلس المركزي: إن الحزب « قدم الكثير من التضحيات من أجل ذلك، ولسنا نادمين بشأنه». وأضاف: «هذا شعار عتيد، ولسنا نادمين بشأنه لأننا قدمنا تضحيات كبيرة من أجله، ونضالنا في هذا السبيل متواصل».

وأضاف طالباني أنه «في هذه المرحلة الراهنة سُرّ الأكراد بحصولهم على الفيدرالية كحق دستوري لهم وصوتوا عليه وتم تثبيته في الدستور العراقي، وفي مرحلة أخرى إذا كان مناسباً سيتبع الأكراد شكلاً آخراً من حق تقرير المصير، بمعنى أن كل مرحلة لها حديثها وقراراتها، والنضال مستمر لحد الآن ولم يتوقف».

وتابع الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني: «جميع المشاكل ستعالج وتنتهي عن طريق الحوار»، مؤكداً أن «العراق بلد متعدد القوميات والمذاهب والأديان، لذا يجب أن يدار بمشاركة حقيقية من جميع مكوناته وممثليه وعلى أساس التوافق والتوازن»، مشدداً على ضرورة أن يقوم الأكراد بتعزيز وتطوير تحالفاتهم مع القوى العراقية عامة.

ضرورة التحالف

وبشأن علاقات الاتحاد الوطني الكردستاني مع القوى السياسية الأخرى، أكد طالباني أهمية التحالف الاستراتيجي بين حزبه والحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه مسعود بارزاني. وقال إن ذلك «لحماية المكتسبات والتعايش السياسي والأمن الاجتماعي في إقليم كردستان، لذا يجب حماية هذا التحالف الاستراتيجي والذي له تأثير كبير في موقع الأكراد في بغداد»، مشيراً إلى أن «لقاءاته الأخيرة مع بارزاني كانت مهمة ومثمرة.

 

المطلك: تشديد وتفاؤل

على صعيد آخر، شدد نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك على ضرورة العمل بجدية لإنهاء الخلافات بين الكتل السياسية، رغم عمقها وتعقدها، معرباً عن تفاؤله بأن العراقيين سينهضون وسيحافظون على وحدتهم.

وقال المطلك خلال زيارته قضاء الفلوجة في محافظة الانبار: «اتضح لدينا من خلال زياراتنا إلى محافظات النجف وديالى والانبار أن هموم العراقيين واحدة، فالجميع قلقون من الوضع السياسي المرتبك، ويعانون من نقص الخدمات، ويواجهون تجاوزات بعض عناصر الأجهزة الأمنية».

وأضاف:«نحن مصرون على إنهاء الخلافات وتصحيح مسار العملية السياسية بما يحقق الأمن والسلم الأهليين، ونبذ الطائفية والعرقية والتحزب الأعمى».

ودعا المطلك بعض السياسيين إلى الكف عن تفتيت المجتمع العراقي بتكتلات وأحزاب جديدة، وصفها بـ «الدكاكين غير المجدية والمضافة إلى الدكاكين القديمة»، كما حث العراقيين عموماً وأهالي الأنبار على وجه الخصوص، على «التوحد خلف المشاريع الوطنية بغض النظر عن الرموز، وعدم الانجرار وراء محاولات التسقيط السياسي»، معرباً عن سروره بـ «الوعي المتنامي لدى العراقيين لتمييز من عمل من أجل برنامج وطني مخلص للشعب والوطن، وبين من عمل من اجل مصالحه الشخصية والحزبية والفئوية».

ودعا المطلك الأجهزة الأمنية إلى التعامل بشكل إنساني وأخلاقي ووطني مع كل العراقيين، وعدم خلق فجوات بينهم وبين الشعب الذي لا بد له من محاسبتهم إذا ما تمادوا في تجاوزاتهم.