سقط أكثر من 20 قتيلا وعشرات الجرحى في انفجارات استهدفت مقار أمنية في إدلب في شمال غرب سوريا أمس، فيما وقعت تفجيرات أخرى في دمشق وريفها وفي مدينة حلب ودير الزور، وسط تشكيك من المعارضة والناشطين الذين حملوا النظام وأجهزته الأمنية المسؤولية كاملة عن هذه التفجيرات وما نتج عنها.. و أطلعت الخارجية السورية رئيس بعثة المراقبين على ما أسمتها «انتهاكات» المعارضة في إدلب.
وأفاد بيان للمرصد السوري لحقوق الانسان بأنه «قتل أكثر من 20 شخصاً غالبيتهم من عناصر الأمن في انفجارات شديدة هزت مدينة إدلب واستهدفت مقار أمنية».
وأكد التلفزيون الرسمي السوري من جهته وقوع «تفجيرين ارهابيين في ساحة هنانو وشارع الكارلتون في ادلب»، مشيرا الى «سقوط ثمانية شهداء من قوات حفظ النظام والمدنيين»، من دون أن يحدد أهدافا معينة، فيما تحدث المرصد عن تفحير ثالث وقع بعد الظهر استهدف مقر الجيش الشعبي في حي الجامعة أسفر عن سقوط جرحى. وقال التلفزيون الرسمي إن مراقبين من فريق الأمم المتحدة الذي أرسل للإشراف على الهدنة التي بدأت منذ 18 يوما يزورون الموقع في ادلب. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي إن رئيس بعثة المراقبين الأممية الجنرال النرويجي روبرت مود أطلع على الانتهاكات التي ترتكبها المعارضة المسلحة.
وبث التلفزيون صوراً قال انها التقطت في موقع أحد التفجيرين ويظهر فيها عدد من الاشخاص وقد تجمعوا حول ابنية متضررة وركام في الشارع. وقال أحدهم للتلفزيون وبدا عائدا من مستشفى حيث تم تضميد وجهه من جروح اصيب بها انه كان لا يزال نائما مع أولاده في منزله عندما «سمعنا صوت انفجار هز البناء»، مضيفاً القول «بيتي أصبح دمارا. هذه هي نهاية الحرية التي ينشدونها». وظهرت في الشريط المصور أشلاء بشرية وبقع دماء. وقالت فتاة صغيرة وهي تبكي «دمروا لنا بيتنا»، وفي صور التقطها تلفزيون «الاخبارية السورية»، تجمع عدد من الأشخاص الغاضبين في مكان أحد الانفجارين وهتفوا «الله سوريا، بشار وبس».
من جهة ثانية، ذكر المرصد ان انفجارا شديدا هز ضاحية قدسيا (قرب دمشق) تبين انه ناجم عن انفجار سيارة قرب فرع الديماس للإسكان، والمعلومات الأولية تشير إلى سقوط ضحايا.
البنك المركزي
وكانت اطلقت فجر أمس قذيفة آر.بي.جي على المصرف المركزي السوري في دمشق، بحسب ما أفاد الإعلام السوري الذي أشار إلى أن العمل من تنفيذ «مجموعة إرهابية مسلحة»، وانه تسبب بأضرار مادية».
وذكر التلفزيون السوري أن «مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت مقر المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات بدمشق حوالي الساعة الواحدة فجراً وأسفر الهجوم عن أضرار مادية»، مضيفاً القول إن «منفذي الهجوم، ثلاثة مسلحين كانوا يستقلون سيارة وقد لاذوا جميعهم بالفرار». كما استهدفت «مجموعة ارهابية مسلحة»، بحسب سانا، ليلا بقذيفة آر.بي.جي دورية لشرطة النجدة امام مستشفى ابن النفيس في منطقة ركن الدين في دمشق، ما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من الدورية بجروح. كما تحدثت الأنباء عن سلسلة تفجيرات في مدينة حلب متفاوتة الشدة لمن تسفر عن وقوع ضحايا.
إلى ذلك، انفجرت عبوة ناسفة بخط لنقل النفط تابع لشركة الفرات السورية بين قريتي محكان والقورية بمحافظة دير الزور ما أدى إلى عطب الصمام وتسرب كمية من النفط.
وذكر مصدر مسؤول في وزارة النفط لوكالة الأنباء الرسمية أن خط النفط المستهدف ينقل النفط الخام من حقل العمر التابع لشركة الفرات للنفط إلى المحطة الثانية «T2» وهو بقطر 24 انشا. وأكد أن الشركة أوقفت ضخ النفط في الخط بعد الانفجار، لافتا إلى أن العملية الإنتاجية لم تتأثر به لأن الشركة لديها خطوط بديلة تستطيع ضخ النفط عبرها لحين إصلاح الخط المعطوب.
تشكيك الناشطين
وأشارت لجان التنسيق المحلية الى ان مباني حكومية عدة شهدت في الساعات الأولى من فجر أمس «سلسلة انفجارات مشبوهة استهدفت ... مبنى الاذاعة والتلفزيون وأحد المراكز الأمنية في حي ركن الدين، ومبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات» في العاصمة.
قال المجلس الوطني السوري المعارض في بيان صدر أمس إن «ما حدث الليلة قبل الماضية من تفجيرات هو لعبة دموية إضافية من آلاعيب النظام الصغيرة والمكشوفة يسعى من ورائها لتبرير نشر كتائبه في كل مكان من عاصمتنا، وإرهاب الشعب لمنعه من التظاهر السلمي، متمسكا مرة أخرى بحجة خيالية مفادها أن دمشق تحت مرمى الإرهابيين».
وأدان المجلس «التفجيرات التي وقعت في دمشق»، نافيا اي صلة للجيش السوري الحر وقوى الثورة السورية بها. واعتبر ان «النظام الأسدي يحاول وبشتى الوسائل تضليل وتشتيت بعثة المراقبين من أجل منعها من القيام بعملها»، مطالبا بـ«لجنة تحقيق دولية لكشف من يقف وراء هذه التفجيرات».
واتهمت لجان التنسيق بدورها النظام بـ«تكثيف محاولاته اليائسة بالادعاء بأنه مستهدف من عصابات إرهابية مزعومة»، محملة إياه مع «أجهزته الأمنية المسؤولية كاملة عن هذه التفجيرات وما نتج عنها»، وناشدت «المنظمات العربية والدولية سرعة التحرك الفاعل لوقف جرائم النظام».
لقاء
التقى نائب وزير الخارجية السورية فيصل مقداد، أمس، قائد فريق المراقبين الدوليين الميجر جنرال روبرت مود.
وشدّد مقداد، خلال اللقاء على إلتزام دمشق بخطة أنان، واستعدادها لبذل كل الجهود في إطار المساعدة على إنجاح المهمة مع الإلتزام بمسؤولياتها في حماية شعبها وأمنه وسلامته، مضيفاً القول إن بلاده «ستقف في وجه كل الدول والأطراف التي تعمل على إفشال هذه المهمة والتي تدعم العنف والإرهاب في سوريا وتقدّم السلاح والتمويل للمجموعات المسلحة».
ولفت إلى «أهمية التحقق من الخروقات التي تحدث عند وقوعها على اعتبارها المهمة الأساسية للبعثة ونقل ذلك بكل دقة وحيادية الى الأمم المتحدة».
