إيفاء بتعهدات قطعها بالمضي في طريق الإصلاح، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن الانتخابات النيابية ستجري قبل نهاية العام ووفقا لأعلى معايير النزاهة والشفافية، في وقت واصل رئيس الوزراء المكلف فايز الطراونة مشاورات لتشكيل الحكومة التي ينتظر أن ترى النور في أقل من 48 ساعة.
وشدد الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه شيوخ ووجهاء عشيرة الدعجة في منطقة الماضونة شرقي العاصمة عمّان، على أن الانتخابات النيابية ستجري قبل نهاية العام الحالي، وأنها ستجري ضمن أعلى معايير النزاهة والشفافية. ووجّه بافتتاح العديد من المشاريع التنموية بعد الاستماع لمطالب الأهالي.
مشاورات
وفي وقت يتوقع أن يصدر التشكيل الوزاري الجديد في الأردن بين الحين والآخر، يواصل رئيس الوزراء المكلف فايز الطراونة مشاورات التشكيل. والتقى أمس في مجلس الأعيان رئيس المجلس طاهر المصري وأعضاء المكتب الدائم. وأكد بالغ الحرص على التشاور مع مختلف الأطراف من أعيان ونواب وفعاليات سياسية ومؤسسات مجتمع مدني، لتنفيذ خارطة الطريق الإصلاحية التي حددها الملك عبدالله الثاني في كتاب التكليف، مشيراً إلى أهمية الشراكة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، من أجل التوصل إلى حلول تعالج مختلف التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الأردن في هذه المرحلة.
من جهته، دعا رئيس المجلس طاهر المصري إلى «شراكة فاعلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وفق الدستور»، لتنفيذ منهجية الإصلاح بما يخدم المصالح الوطنية ويلبي طموحات المواطنين، مؤكداً أهمية اتخاذ الحكومة قرارات جريئة في هذه المرحلة الدقيقة تساهم في الوصول إلى الإصلاح المنشود رغم صفتها الانتقالية.
بدورهم، أكد أعضاء المكتب الدائم «قدرة الأردن بهمة شعبه وقيادته الحكيمة على تجاوز التحديات الراهنة، من أجل استمرار مسيرته الوطنية ونهجه الديمقراطي الحضاري»، معربين عن دعمهم للحكومة الجديدة لتنفيذ ما ورد في كتاب التكليف، واستكمال إنجاز القوانين المنظمة للعمل السياسي.
حوار مرتقب
وأعرب الطراونة عن أمله في «فتح مجلس النواب حواراً حول قانون الانتخاب، وألا يقتصر على فئة أو جهة بعينها باعتباره يهم كل الأردنيين»، مؤكداً أنه «لن يقوم بسحب القانون الموجود في مجلس النواب حالياً باعتباره أصبح ملكاً له وله الحق في تقرير ما يريد».
وقال الطراونة إنه «سيجتمع مع رؤساء السلطات فور أدائه اليمين الدستورية ، ورفع أسماء رئيس وأعضاء مجلس الهيئة المستقلة للانتخابات إلى الملك».
وقال الطراونة الذي أنهى مشاورات مع الكتل البرلمانية في مجلس النواب حول برنامج حكومته، إن إجراء الانتخابات يحتاج لإنشاء الهيئة المستقلة القدرة على إدارة الانتخابات إلى جانب الحاجة لقانون الانتخاب، مردفاً القول: « لسنا في حالة تسارع ، لكن لا نريد الإبطاء، لأننا في مرحلة جديدة من أجل التمهيد لمرحلة الحكومات البرلمانية»، مضيفاً «حينما نتحدث عن قانون انتخاب توافقي يجب أن نستمع الى رأي الناس من الرمثا إلى العقبة ، ومن الكرامة لنهر الأردن ، فالتوافق والحوار حول القانون لا يقتصر فقط على النخب السياسية».
تدشين اتحاد النقابات المستقلة وسط مطالب برفع الأجور
أعلن نشطاء عماليون أردنيون عن تأسيس الاتحاد العام للنقابات المستقلة، وسط اتهامات بتحالف اتحاد النقابات العمالية في الأردن مع الحكومة ضد العمال.
وكان النشطاء سيروا مسيرة من أمام مبنى شركة الفوسفات في منطقة الشميساني إلى مجلس النواب، تأكيداً على تمسك الحركة العمالية بحقوقها واستمرارها في النضال ضد سياسة الاستغلال والخصخصة، وتستر مجلس النواب على المتورطين بقضايا الفساد وبيع المؤسسات الوطنية.
ونظمت النقابات العمالية المستقلة المسيرة بمشاركة حزب الوحدة الشعبية (يساري)، إذ ألقى عزام الصمادي كلمة باسم اتحاد النقابات العمالية المستقلة، مؤكداً أن «الاتحاد سيعمل على النضال من أجل رفع الحد الأدنى للأجور، وإصدار قانون لتنظيم العمل النقابي، وإعادة النظر بالفصل 11 من قانون العمل المتعلق بالتنظيم النقابي».
وأشار الصمادي إلى أن الاتحاد «سيعمل من أجل مواجهة معدلات البطالة العالية خصوصاً وسط فئة الشباب»، فضلاً عن العمل من أجل تنظيم سوق العمالة الوافدة بما يحفظ أولوية تشغيل الأردنيين، مؤكداً أن الاتحاد سيعمل كذلك من أجل «توسيع أنواع التأمينات الاجتماعية، وتفعيل دور وزارة العمل في ضمان تطبيق معايير العمل اللائق في سوق العمل، ووضع حد للانتهاكات الكبيرة التي يتعرض لها العاملون في الأردن».
من جانبهم رفع المشاركون في المسيرة شعارات «نعم لرفع الحد الأدنى للأجور»، و«نعم للنقابات المستقلة»، و«نعم لقانون التنظيم النقابي»، و«نعم لوحدة الطبقة العاملة»، مرددين «طليعة عمالية.. مطالبنا شرعية.. خبز وعدالة وحرية.. وكرامة وطنية»، فضلاً عن شعارات أخرى.
يذكر أن اتحاد النقابات العمالية يعرف على أنه مؤسسة صورية تسيطر عليه الدولة، كما دأب العمال على الشكوى من تحالفه مع أصحاب العمل والحكومات باستمرار دون مراعاة مصالحهم..
