دعا خمسة من كبار القادة العراقيين، في ختام اجتماع تشاوري عقدوه أمس في أربيل بإقليم كردستان العراق، إلى ضرورة تنفيذ بنود اتفاق أربيل الذي تشكلت حكومة نوري المالكي على أساسه، والبحث عن السبل الكفيلة بتفكيك الأزمة السياسية في البلاد، في وقت أعلن التحالف الوطني عن اتفاقه مع جميع الكتل السياسية عدا القائمة العراقية على عقد المؤتمر الوطني -الذي جرى تأجيله مرات عدة- في بداية مايو المقبل.
واتفق الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي في ختام اجتماعهم أمس في مقر المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، على أن استمرار الأزمة بات يشكل خطراً على المصالح الوطنية العليا للبلاد.
وصرح رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين في بيان عقب الاجتماع بأنه «استرشادا وتطبيقا لاتفاقية أربيل، وما أكده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بيانه الأخير، وفي الأطر الدستورية التي تحدد آلية القرارات الحكومية، فإنه تم التأكيد على خدمة الشعب العراقي وتوفير الخدمات الأساسية بأسرع وقت، وتلبية مطالبه الملحة».
وأوضح البيان أن «المجتمعين توقفوا بشكل خاص عند معاناة العراقيين بسبب تعطل الخدمات، والدعوة العاجلة لتلبية ما يتطلع إليه الشعب العراقي». ولفت الى أن الاجتماع «بحث سبل تعزيز العملية الديمقراطية وتفعيل الآليات الديمقراطية في إدارة شؤون البلاد، وتجنيبها المخاطر التي تستهدفها، والارتقاء بالعمل المشترك بين القائمين عليها، بالاستناد إلى الثوابت الوطنية وقيم التوافق السياسي وتكريس العناصر التي من شأنها وضع البلاد على طريق المعافاة والاستقرار».
يشار الى أن شخصيات كردية وعربية بينها رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ومحافظ نينوى أثيل النجيفي شاركوا بالاجتماع التشاوري. وكان مقتدى الصدر، الذي وصل الى أربيل الخميس الماضي بدعوة من بارزاني، طرح بعيد وصوله مباشرة مبادرة من 18 نقطة لحلحلة الأزمة السياسية في البلاد. كما بحث طالباني في أربيل مع الصدر وبارزاني الأوضاع السياسية.
مؤتمر وطني
من جانبه، أعلن رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري اتفاقه مع قادة الكتل السياسية، عدا القائمة العراقية، على عقد الاجتماع الوطني خلال الأسبوع الأول من مايو المقبل، مطالبا الكتل السياسية بوضع الأهداف الوطنية في أولويات حواراتها.
وقال الجعفري، في بيان صادر عن مكتبه، أنه اتفق مع «رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم ورئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي ورئيس كتلة الأحرار النيابية النائب بهاء الأعرجي في اتصالات هاتفية أجراها معهم الجمعة على أن يكون الأسبوع الأول من شهر مايو المقبل موعدا لانعقاد الاجتماع الوطني في بغداد».
وكان الاجتماع المستهدف، الذي كان يفترض ان يكرّس للبحث عن مخرج للأزمة السياسية بالعراق، تم تأجيله عدة مرات بسبب خلافات بين الكتل السياسية بشأن جدول أعماله.
التيار الصدري
في السياق، اعتبر التيار الصدري عدم مشاركة القائمة العراقية في المؤتمر الوطني المزمع عقده قريبا بمثابة «تفريغ لمحتواه».
وقال القيادي في التيار أمير الكناني، في تصريح صحافي، إن «المؤتمر الوطني من وجهة نظري انتهى بريقه، على اعتبار أن الكتلة التي دعت إلى انعقاده وهي القائمة العراقية، ترفض الحضور، وفي حال انعقاده يصبح مقتصرا على بحث العلاقة بين الإقليم والمركز». وأوضح أن «المؤتمر الوطني إذا انعقد بهذه الحالة فسيكون مخصصا لحسم خلافات إقليم كردستان مع الحكومة المركزية، بدلاً من حسم خلافات القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون، وبهذا سيفرغ المؤتمر الوطني من محتواه».
