تصاعدت حدة التصريحات والحرب الكلامية بين السودان وجنوب السودان، ففيما أعلن السودان أنه يرفض تدخل مجلس الأمن الدولي في خلافاته الحدودية مع جنوب السودان مفضلاً وساطة الاتحاد الأفريقي، صرح رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أن قواته المسلحة لم تسبب أي أضرار في حقل هجليج النفطي المتنازع عليه خلال سيطرتها عليه طيلة 10 أيام في وقت سابق هذا الشهر لأنه جزء من بلاده وسيعود إليها يوماً ما، في وقت قالت جوبا إن قواتها صدت هجوماً شنته ميليشيا مدعومة من الخرطوم أغارت على ولاية أعالي النيل الجنوبية.
وجدّدت السلطات السودانية، على لسان وزير خارجية السودان علي كرتي، رفضها إحالة الوضع بين دولتي السودان وجنوب السودان لمجلس الأمن، معتبراً أن «ذلك من شأنه أن يؤدي الي تغليب الاعتبارات السياسية والمواقف المسبقة ذات الغرض على مقتضيات التسوية السلمية العادلة». وقال كرتي: «يؤكد السودان على ثقته في الاتحاد الافريقي وأجهزته ويجدد تمسكه بقرارات القادة الأفارقة بتولي الاتحاد الافريقي تسوية القضايا محل الخلاف بين جمهوريتي السودان وجنوب السودان».
تصريحات ميارديت
إلى ذلك، قال رئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت إن بانثو، مستخدما الاسم الذي يطلقه الجنوبيون على منطقة هجليج، «ستعود يوماً ما إذا كان هناك قانون في هذا العالم إلينا... بالقانون، لذا فإن الكلام عن أننا ألحقنا أضرارا بالحقل النفطي كاذب».
وأضاف ميارديت أمام الآلاف من أنصاره في جوبا عند ضريح الزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق «ليس لدينا مبرر لتدمير مصافي النفط في بانثو أو أي من المناطق المتنازع عليها لأن هذه المناطق ملكنا». وقال أن «قوات جنوب السودان انسحبت من هجليج فقط لتفادي العزلة الدبلوماسية».
ومنذ سيطرة قوات الخرطوم على هجليج يتهم جنوب السودان الخرطوم بشن غارات جوية عبر الحدود وهو ما ينفيه السودان. وكان آخر هذه الاتهامات أمس ما ادعاه الناطق العسكري باسم جيش تحرير السودان الجنوبي فيليب أقوير من أن «ميليشيا يدعمها السودان هاجمت بلدة في ولاية أعالي النيل الجنوبية النفطية»
وقال أقوير: «هاجمت ميليشيات مدعومة من الجيش السوداني موقعاً بالقرب من ملكال وتصدى لهم جيش جنوب السودان».
وفي حين أفاد الناطق بتعذّر اعطاء تفاصيل بشأن الخسائر.. قال إن «جيش جنوب السودان لايزال يطارد المتمردين كما يراقب مجموعة أخرى دخلت أراضينا من جهة ولاية جنوب كردفان السودانية». وأكد الناطق أن «المتمردين الذين شنوا الهجوم الجمعة كانوا بقيادة زعيم الحرب جونسون اولوني وأتوا من ولاية النيل الابيض السودانية المجاورة». من جهته، أعلن الجيش الديمقراطي لجنوب السودان وهو حركة متمردة في بيان أنه «شن الجمعة عملية وحاصر ملكال وسيطر على ضواحيها».
