أكد رئيس اتحاد الكنائس البروتستانتية ورئيس مجلس الأديان السويسري القس توماس ويبف في حديثٍ إلى «البيان» أن لا اعتراض للمجلس على النقاب إن لم يفرض على المرأة فرضاً، مشيراً إلى أن المسلمين في أوروبا «ليسوا عرضة للتمييز المنهجي». وتالياً نص الحوار:

المسلمون في أوروبا يقولون إنهم مستهدفون فقط لأنهم مسلمون، ألا تعتقدون أن هناك تمييزاً منهجياً ضد المسلمين في سويسرا خاصة وأوروبا عامة؟

لا نعتقد أن المسلمين في أوروبا معرضون للتمييز المنهجي. وعلى كل حال، بالنسبة لنا في مجلس الأديان واتحاد الكنائس البروتستانتية تبدو الأمور واضحة. نحن نعتقد أن خطوات مثل حظر المآذن والنقاب تقف على النقيض من حرية ممارسة الشعائر الدينية. أشبه ما يحصل بـ«المطبات». يمكن القول إن مجتمعنا كان منغلقاً قليلاً، حيث كان مترابطاً فيما يخص جذوره المسيحية وما يرتبط بذلك من ناحية العقلية والقيم والثقافة التي كانت سائدة.

وفي الأعوام الماضية، انفتحنا على الثقافات الأخرى، ما يعني أن العديد من المواطنين السويسريين باتوا يطرحون أسئلة عن أولئك القادمين الجدد. هناك جانب تمييزي في حظر المآذن والنقاب، لكن توجد أخطاء من قبل كلا الجانبين تتمثل في نقص التواصل.

هناك تحدٍ مفروض على كلا الطرفين في هذا الشق ونحن نحاول من جهتنا أن نجمعهما على أساس الأرضية المشتركة وما يوحدنا في وقتٍ نتحدث أيضاً عن أوجه الخلافات. نعترف أن المتطرفين من كلا الجانبين هم أصحاب الصوت الأعلى ويتميزون بقدرتهم على التأثير على الرأي العام، لكننا نحاول جهدنا لم الشمل.

ألا تؤيدون الحديث القائل إن المسلمين في سويسرا وأوروبا يثيرون مخاوف العديد من الأوروبيين على هويتهم بعدم اندماجهم وبإصرارهم على بعض العادات مثل النقاب؟

نعم هناك مخاوف نسمعها هنا وهناك، خاصةً أن المواطنين السويسريين العاديين يربطون المسلمين هنا بما يحدث للمسيحيين في بعض الدول الإسلامية. لا أؤيد القول إن ما يحدث من تجاوزات في تصرفات بعض المسلمين هي مشكلة تخص هؤلاء فقط أو تتعلق بثقافتهم تحديداً، بل أعتقد أنها معضلة عامة تخص المهاجرين، حيث إن الكثير من هؤلاء من غير المسلمين يتورطون بدورهم بتجاوزاتٍ على القوانين. بالنسبة لموضوع النقاب، نحن نرفض فرض رأي معين على أي أحد.

وهناك جدال بين المسلمين أنفسهم بشأن ما إذا كان النقاب من صلب التعاليم الإسلامية أم لا. لكن برأينا أنه إذا كانت المرأة المسلمة ترتدي النقاب من منطلق رغبتها الشخصية فلا مانع من ارتدائه، أما المشكلة فتكمن إذا كان الأمر عكس ذلك.

في كل الأحوال، على المنقبات في أوروبا أن يدركن أنهن يعشن في مجتمع ديمقراطي يفرض تقاليد على المواطنين بأن يكشفوا عن وجوههم في الأماكن العامة. لا أريد أن اسمي المجتمع السويسري بـ«المسيحي»، بل نحن مجتمع علماني لم يتوقف عن استقبال المهاجرين منذ إقامة الدولة التي هي أساساً مبنية على شعوبٍ ثلاثة هم الألمان والفرنسيون والإيطاليون.