اعتبر صاحب مبادرة حظر المآذن في سويسرا والنائب في البرلمان عن «حزب الشعب» اليميني أوسكار فرايزينغر في حوار مع «البيان» أن ظهور الإسلام في أوروبا جزء من العولمة، قائلًا إن حقوق المسلمين الدينية مكفولة تماماً. وهنا نص الحوار:
ألا تعتقدون أن المسلمين في سويسرا، خاصة، وأوروبا، عامة، يخضعون لسياسات تمييز ممنهجة تركز على الأحداث الصغيرة وتتجاهل مشكلات المهاجرين المسلمين؟
على العكس تماماً. فحقوق المسلمين الدينية مكفولة تماماً، حيث إننا نتوقع أن تساعدنا الأغلبية الصامتة منهم في محاربة المتطرفين. في أوروبا، يحق لك أن تؤمن بما تريد طالما أنك تحترم القوانين المدنية. وأولئك الذين يريدون الاندماج مشكلاتهم أقل بكثير من الذين يسعون للعيش بقوانين الشريعة، وبالتالي يصطدمون بالنظام القانوني في بلدانهم المضيفة. الأمثلة التي يأتي على ذكرها الإعلام تعبر عن الأسباب وراء الشعور بالضيق في أوروبا.
ألم تفشل سياسة الاندماج الأوروبية على عكس بقية بلدان العالم؟
المشكلة أن الشريعة غير متطابقة مع قوانيننا المدنية، خاصة فيما يتعلق بحقوق النساء والأطفال وتطبيق الحدود. بعض الثقافات تندمج بشكل أسهل من غيرها، فيما يملك الإسلام بعداً سياسياً وقانونياً قوياً جداً، لأنه أتى لخلافة بقية الأديان. وهذا ما يجعل من الصعب جداً للبلدان الأوروبية أن تدمج ديناً يحرم الاندماج مع الآخرين.
أليس صحيحاً أن أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا تنال شعبيتها فقط لتضخيمها ما يسمى «الخطر الإسلامي» للمجتمعات الأوروبية؟
تلك الأحزاب تنال شعبيتها لأن مسألة الهوية باتت على المحك. معظم الأوروبيين يشعرون بالخيانة من العولمة ويخافون منها. وهم يريدون حدوداً مراقبة جيداً، وأمناً، والمحافظة على قيمهم. ظهور الإسلام في أوروبا هو جزء من العولمة، ويظهر في هذا السياق تفاقم المشكلات حينما تصطدم ثقافتان مع بعضهما. لا يمكن لأحد أن يخلق مشكلات غير موجودة ويربح الانتخابات على المدى الطويل بفضل مشكلات مختلقة.
هل تعدون لمبادرات جديدة في سويسرا تستهدف الرموز الإسلامية، وهل تتعاونون مع الأحزاب اليمينية المتطرفة في بلدان أوروبية أخرى، مثل النرويج، لإطلاق مبادرات في هذا السياق؟
نحن لا نتعاون مع أحزاب يمينية أخرى. حظر إخفاء الوجه (النقاب) مهم جداً في الأماكن العامة، وهذا يستهدف الجميع، حتى على سبيل المثال مشجعي كرة القدم، وليس مبنياً على أسس دينية تمييزية بل أمور عملية. ليس هناك أي إجراءات تحضر ضد المسلمين كجماعة.
