طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إسرائيل بالإفراج الفوري عن الأسرى الفلسطينيين في سجونها، مشدداً على أن أي اتفاق سلام لن يوقع قبل ذلك، فيما دعا رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر إلى انتفاضة ثالثة.
ودعا عباس، في رسالة موجهة إلى الأسرى نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، الى الإفراج الفوري عن كافة الأسرى، وخاصة الذين اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو والمرضى والأسيرات والأطفال. وشدد على أن «قضية الأسرى هي على رأس أولويات القيادة، وان أي اتفاق سلام لن يوقع قبل إطلاق سراح جميع الأسرى البواسل».
ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لمعاملة الأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب وفق اتفاقية جنيف ووفق القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كخطوة أولى على طريق نيلهم حريتهم.
وشدد على ضرورة إلزام إسرائيل بجميع الاتفاقات الموقعة مع الحكومة الإسرائيلية وخاصة الاتفاقات السابقة في شرم الشيخ وواي ريفر والتفاهمات مع رئيس الحكومة السابق إيهود اولمرت.
وأكد عباس ضرورة «الحفاظ على وحدة الحركة الأسيرة حتى تستطيع الصمود في مواجهة التحديات»، معتبرا كافة الأسرى «أبناء أعزاء، وان التضامن معهم سوف يستمر من خلال استمرار الاعتصامات وسيبقى موضوعاً رئيسياً للقيادة الفلسطينية من خلال استمرار مطالبتها إسرائيل والمجتمع الدولي بإطلاق سراحهم ونيلهم حريتهم على طريق تحقيق آمال شعبنا الفلسطيني في إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
هنية يدعو
من جانبه، دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أمس القيادة المصرية إلى التدخل من أجل إلزام إسرائيل بإنهاء عزل الأسرى الفلسطينيين، وإلغاء تطبيق قانون شاليط، كأحد استحقاقات صفقة تبادل الأسرى العام الماضي.
وقال هنية: «نذكر الإخوة في جهاز المخابرات بأن هناك مطالب وهناك حقوقاً والتزامات على الاحتلال، في مقدمتها إنهاء العزل والزيارات والعيش الكريم وإيقاف كل ما يمس الأسير وكرامته وإلغاء ما يسمى قانون شاليط وعودة الأسرى إلى ما كانوا عليه قبل شاليط،.. كان هذا جزءاً من الاتفاق».
بحر يدعو
بدوره، دعا رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أحمد بحر إلى إطلاق انتفاضة ثالثة عنوانها «الأسرى»، حتى تبيض كافة السجون الإسرائيلية. وقال بحر، في وقفة تضامنية في المسجد العمري وسط غزة، «سنواصل المشوار حتى تحرير كافة الأسرى الذين يدافعون عن شرف الأمة العربية والإسلامية وليس عن شرفهم وحسب»، مطالبا فصائل المقاومة بالعمل بكل الوسائل والسبل لاختطاف جنود إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى.
وأضاف: «أعلن الأسرى الإضراب عن الطعام لليوم الحادي عشر على التوالي، ومنهم من مضى أكثر من 40 يوماً على إضرابهم، جراء الممارسات التعسفية وسياسات إدارة مصلحة السجون بحقهم التي تمنع أدنى حقوقهم في العيش بكرامة وتحجب عنهم الدواء والزيارة بما يتنافى مع المعايير الدولية».
الاحتلال يواصل قمع الأسرى المضربين
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العقابية والقمعية بحق الأسرى الفلسطينيين، الذين يخوضون إضراباً مفتوحاً لليوم الحادي عشر على التوالي، احتجاجاً على قمع الاحتلال لهم وانتهاكه لحقوقهم في معتقلاته.
وقالت جمعية الأسرى والمحررين «حسام»، نقلا عن الأسرى في سجن نفحة، إن إدارة السجن نقلت الليلة قبل الماضية 70 أسيراً من أسرى قطاع غزة المضربين عن الطعام، وغالبيتهم من حركة «فتح»، من سجن نفحة إلى سجن إيشل. وقالت الجمعية إن «إدارة السجون دأبت منذ اليوم الأول للإضراب على تكثيف حملات النقل للأسرى من سجن إلى سجن ومن قسم إلى آخر بهدف إرساء حالة من الإرباك في صفوفهم، وفقدان التواصل بينهم ،في سياق سلسلة من الإجراءات العقابية ضد الأسرى في مسعى حثيث من قبلها لكسر إضرابهم ،والنيل من إرادتهم في مواصلة معركتهم التي يخوضونها دفاعا عن حقوقهم».
من جانبهم، أكد الأسرى أن «إدارة السجون تعيش حالة من التخبط والضعف في مجابهة صمودهم»، وشددوا على أن كافة هذه الإجراءات العقابية «لن تنال من إرادتهم، وهم ماضون في خطوتهم النضالية حتى تحقيق الحد الأدنى من مطالبهم المشروعة»، تحت شعار: «إما أن نعيش كراماء شرفاء أو نموت أبطالاً شهداء».
بدوره، حذر وزير الأسرى السابق القيادي في حركة «حماس»، والمعتقل في سجن هداريم، وصفي قبها من مخططات مصلحة السجون الإسرائيلية لـ«تمزيق وحدة الحركة الأسيرة والتفرد بالتنظيمات من أجل تمييع الإضراب وإفشاله».
