أكد مسؤولون عسكريون من جنوب السودان، أمس، أن طائرات سودانية قصفت مجدداً مناطق في جنوب السودان عند الحدود مع السودان، والتي تشهد منذ أسابيع تصعيداً في أعمال العنف بين البلدين وهو ما تنفيه الخرطوم في وقت أكد السودان عدم العودة إلى المفاوضات مع الجارة الجنوب بسبب اعتداءات الجنوب المتكررة.

وأفاد الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اجوير ان «طائرات من طراز انطونوف ومقاتلات من طراز ميغ سودانية هاجمت مساء أول من أمس قرية شوتشار في ولاية الوحدة الحدودية بين شمال وجنوب السودان دون سقوط ضحايا حتى الوقت الراهن.

وأضاف المسؤول ان القوات المسلحة السودانية «لم تتوقف عن عدوانها وان قفصها» استهدف خصوصا مواقع مربيي ماشية رحل.

ولم يتسن التحقق من اتهامات جنوب السودان الجديدة من مصدر مستقل بينما ينفي السودان أي هجمات على أراضي جارته الجنوبية.

يذكر أنه دارت معارك مكثفة بين جيشي شمال وجنوب السودان منذ نهاية مارس الماضي على طول حدود البلدين المشتركة في ولايتي الوحدة وكردفان الجنوبيتين في حقل هجليج النفطي واشتدت اعتبارا من العاشر من ابريل الجاري عندما استولى جيش جنوب السودان على هجليج التي تتنازع عليها العاصمتان.

وبالنهاية سحبت جوبا قواتها من هجليج نزولا عند ضغط المجتمع الدولي لكن القصف السوداني الذي اعتبره رئيس جنوب السودان سلفا كير إعلان حرب، متواصل في المنطقة.

وتتهم الخرطوم باستمرار جوبا بدعم حركات التمرد الناشطة في منطقة دارفور (غرب) التي تشهد حربا أهلية، وفي ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان الحدوديتين، الأمر الذي ينفيه جنوب السودان.

وفي بنتيو، هددت سلطات ولاية الوحدة الثلاثاء الماضي بـ «الرد» على القصف السوداني فيما يخيم شبح الحرب الشاملة بين البلدين اللذين خاضا حربا اهلية استمرت عقودا حتى العام 2005.ودعا كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة والصين حيث كان سلفا كير في زيارة رسمية اختصرها للعودة إلى جنوب السودان، مرارا إلى ضبط النفس واستئناف المفاوضات.

 

رفض التفاوض

وفي رد فعل سوداني على الدعوات الإقليمية والدولية المناشدة طرفي الصراع العودة للمفاوضات، أكد مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل أن حكومته «لن تعود للتفاوض مع دولة الجنوب، ما دام جنوب السودان يحتل أجزاء من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ويأوي الحركات المسلحة التي تستهدف إسقاط الحكومة».

وأضاف إسماعيل أن «لا نية لدى الحكومة للتعامل مع الجنوب بعد دخوله هجليج»، لافتاً إلى أن «ما قام به الجنوب من هجوم على البلدة النفطية وجد الاستنكار والإدانة من الكل بمن فيهم دول تناصب السودان العداء»، مضيفاً أن الرؤية واضحة تجاه بقية القضايا والخاصة بالنفط والتجارة والحدود.