تكثف الحراك السياسي باتجاه إقليم كردستان العراق أمس بهدف حلحلة الأزمة السياسية، حيث التقى الرئيس العراقي جلال طالباني رئيس الإقليم مسعود بارزاني، واتفق الجانبان على اعتماد اتفاق أربيل أساساً للحل، تزامناً مع وصول زعيم التيار الصدري إلى أربيل، في زيارة غير مسبوقة، ولقائه بارزاني، بعد أن دعا إلى وقف التهميش، استباقاً للقاء وُصف بـ«المهم» بين التحالف الكردستاني وقائمة «العراقية» اليوم الجمعة لبحث الأزمة.
وقال بيان لرئاسة إقليم كردستان العراق، أمس، إن الرئيس جلال طالباني وبارزاني «أكدا أهمية عقد الاجتماع الوطني في وقت قريب، يتفق خلاله السياسيون والكتل على مشروع وطني يعالج المعوقات التي تعترض العملية السياسية». وأشار البيان إلى أن الجانبين اتفقا على اعتماد اتفاق أربيل أساساً للحل.
زيارة الصدر
وبالتزامن، التقى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في أربيل بارزاني. وقال الصدر للصحافيين في مطار أربيل: «جئت حتى أسمع آراء القيادات الكردية وتوجهاتهم، لأنني في الحقيقة من دعاة التقرب إلى الشعب».
وقرأ الصدر ورقة تحتوي على 18 نقطة تهدف إلى حلحلة الأزمة السياسية، أبرزها «إلغاء سياسة التهميش والإقصاء»، معتبراً أن «الأقلية جزء مهم في الساحة العراقية ويجب إشراكهم في بناء العراق سياسياً واقتصادياً وأمنياً». ودعا في هذا السياق أيضاً إلى «العمل على تقوية الحكومة العراقية، وذلك بإشراك جميع مكونات الشعب فيها». وكان بارزاني وعدد من الوزراء في حكومة الإقليم ورجال الدين في استقبال الصدر الذي وصل على متن طائرة خاصة قادمة من طهران، في المطار.
من جهته، قال رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين للصحافيين في مطار أربيل: «هذه زيارة تاريخية ستؤدي إلى توسيع وتعميق العلاقات بين كردستان وعموم العراق». وأكد أن «الزيارة ستؤدي إلى استقرار أكثر في الوضع السياسي في البلاد». واعتبر التحالف الكردستاني أن «زيارة الصدر إلى أربيل ولقاءه بارزاني، بداية لتوافق استراتيجي.
ومن أجل الاتفاق على الخطوات العملية التي سيتم البدء بها من أجل وقف التوجهات الدكتاتورية وسياسة التهميش والإقصاء، ومن أجل الحفاظ على العملية الديمقراطية في العراق الجديد». ونوه بأن «اللقاء بداية لتوافق سياسي كبير يضم كتلاً أخرى لاحقاً»، مرجحاً أن يكون هناك تغير في الخريطة السياسية، وتكوين تحالفات جديدة بين الكتل السياسية في حال عدم حل الأزمة الحالية».
لقاء «مهم»
إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة بأن وفداً قيادياً من قائمة «العراقية» سيعقد اليوم الجمعة اجتماعاً وصفته بـ«المهم والحساس»، مع التحالف الكردستاني لبحث كيفية إنهاء الأزمة السياسية الراهنة في البلاد، لكنها لم تذكر الشخصيات التي يضمها الوفد.
