جددت دولة الإمارات، باسم المجموعة العربية في الأمم المتحدة، مساندة قراري مجلس الأمن الدولي 2042 و2043 المعنيين بحل الأزمة الراهنة في سوريا، داعية الحكومة السورية إلى الوقف الفوري لكافة أعمال العنف، والتقيد بجميع التزاماتها الأخرى المتصلة بخطة المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان، فيما عبرت عن إدانتها كافة الممارسات الإسرائيلية الخطيرة، التي كانت سبباً مباشراً لتعثر جميع الجهود الإقليمية والدولية، من أجل استئناف مفاوضات السلام.
وقال السفير أحمد عبد الرحمن الجرمن، مندوب الدولة الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال البيان الذي أدلى به نيابة عن المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة، بصفته رئيسها الشهر الحالي أمام الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الدولي أخيراً بشأن الحالة في الشرق الأوسط، إن المجموعة العربية تساند إلى جانب قراري مجلس الأمن ذات الصلة كافة الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان من أجل تسوية الأزمة السورية بالطرق السلمية، استنادا لما نصت عليه المرجعيات الخاصة بولايته بما فيها قرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة، التي تضمنت خارطة الحل السياسي للأزمة السورية، وفقا للمبادرة العربية.
دعم قرارات قمة بغداد
وأكد مندوب الدولة الدائم لدى الأمم المتحدة على دعم المجموعة العربية لقرارات القمة العربية الأخيرة المنعقدة في بغداد التي أدانت الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين.. ودعت الحكومة السورية إلى الوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل وحماية المدنيين السوريين، وضمان حرية التظاهرات السلمية، والإطلاق الفوري لسراح كافة الموقوفين في هذه الأحداث، وسحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقرى، وبالسماح بالدخول الفوري لمنظمات الإغاثة العربية والدولية.
وأعرب السفير الجرمن عن أمله أن تتحمل الأطراف السورية المعنية كامل مسؤولياتها الوطنية والتقيد الدقيق وفي إطار من الشفافية الكاملة بجميع التزاماتها وتعهداتها تجاه النقاط الست في خطة المبعوث المشترك وبما يكفل حقن دماء الشعب السوري الشقيق وتلبية تطلعاته المشروعة وإعادة الأمن والاستقرار في كافة أرجاء وطنه.
إدانة للانتهاكات الإسرائيلية
وحول التطورات المتصلة بالقضية الفلسطينية جدد السفير الجرمن استنكار المجموعة العربية وإدانتها كافة الممارسات الإسرائيلية الخطيرة، التي كانت سبباً مباشرا لتعثر جميع الجهود الإقليمية والدولية، التي بذلت حتى الآن من أجل استئناف مفاوضات السلام، بل وسببا في تنامي حالة الاحتقان والتوتر وعدم الاستقرار في المنطقة ككل.
وقال إن المجموعة العربية يساورها بالغ القلق إزاء استمرار عجز المجتمع الدولي أمام جملة هذه الانتهاكات والتدابير الإسرائيلية العدوانية، مما شجع إسرائيل على مواصلة إصدارها للمزيد من القرارات الاستفزازية المعنية بإنشاء مستوطنات جديدة، وتوسيع القائم منها وذلك تكريسا لسياسة احتلالها للأراضي الفلسطينية، ولاسيما في مدينة القدس الشريف التي سعت نحو تغيير طابعها الديموغرافي والتاريخي العربي والديني وذلك في استباق خطير منها لنتائج المفاوضات.
وأضاف الجرمن القول إننا في المجموعة العربية وإذ نعتبر كافة هذه الممارسات الإسرائيلية باطلة ولاغية وغير معترف بها استنادا لمبادئ الميثاق وأحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادئ خارطة الطريق تطالب المجتمع الدولي اليوم وبالأخص مجلس الأمن الدولي بتحمل كامل مسؤولياته من أجل حمل إسرائيل على الوقف الفوري لكافة سياساتها الخطيرة بما في ذلك إلغائها الفوري لجميع القرارات والإجراءات غير القانونية الأحادية الجانب التي اتخذتها بهذا الخصوص.
بعثة تقصي الحقائق
كما طالب مجلس الأمن بدعم قرار مجلس حقوق الإنسان الأخير القاضي بإرسال بعثة دولية مستقلة لتقصي الحقائق بشأن تداعيات المستوطنات الاسرائيلية على الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب الفلسطيني، وبما يكفل تحديد المسؤوليات التي يتعين على إسرائيل تحملها بالكامل تجاه هذه المسألة وأيضا امتثالها للوقف الفوري لجميع نشاطها الاستيطاني.
وأعرب السفير الجرمن عن القلق الذي ينتاب المجموعة العربية إزاء تواصل الوضع الإنساني والاقتصادي الصعب الذي لا يزال يعانيه الشعب الفلسطيني نتيجة لسياستي الاحتلال والإغلاق الإسرائيلية. وطالب إسرائيل بالرفع الفوري لتدابير إغلاقها لمعابر قطاع غزة عملا بالقرار رقم 1860، وأيضا بإلغائها لكافة حواجزها العسكرية في المدن والقرى الفلسطينية الأخرى التي تحد من حركة وتجارة الفلسطينيين ووقف كافة محاولاتها المتكررة في تجميد أموال الجباية الجمركية التابعة للسلطة الفلسطينية.
مساعدات للفلسطينيين
وأعرب عن أمله أن يعمل المجتمع الدولي على تعزيز حجم مساعداته الاقتصادية والمالية والإنسانية للشعب الفلسطيني وحث الدول المانحة على الوفاء بالتزاماتها في توفير مبلغ بليون دولار لتمويل موازنة السلطة الفلسطينية لعام 2012، وذلك عملاً بقرار اجتماع لجنة الاتصال المخصصة لتنسيق المساعدة الإنسانية للفلسطينيين المنعقد في مارس الماضي في بروكسل، وذلك من أجل تمكين السلطة من التغلب على عجزها المالي المتنامي وقيامها بكامل مسؤولياتها تجاه شعبها.
وفي السياق الإنساني طالب السفير الجرمن إسرائيل بالإفراج العاجل وغير المشروط عن الفلسطينيين الذين لا يزالون معتقلون بشكل غير قانوني في ظل ظروف صعبة وغير قانونية في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلي.
الجولان ولبنان
جدد السفير الجرمن الموقف العربي المدين بشكل كامل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري واعتبر كافة الإجراءات التي يمارسها الاحتلال في الجولان السوري باطلة ولاغية وطالب بإزالتها. وأدان انتهاكات إسرائيل المتكررة لسيادة لبنان براً وبحراً وجواً، مطالباً المجتمع الدولي إلزام إسرائيل تنفيذ واجباتها المحددة وفق القرار1701 وفي مقدمتها تنفيذ انسحابها العسكري من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها.
وفي ختام بيانه أعرب الجرمن عن أمله أن يقوم مجلس الأمن الدولي باتخاذ الإجراءات الحاسمة المطلوبة منه وفي إطار مسؤولياته من أجل ضمان دعم جهود إحياء فرص تحقيق الأمن والسلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط.
