أمرت الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ أعمال بناء سريعة في الضفة، قبل الانتهاء من إجراءات سلطات التخطيط، لإسكان عدد من مستوطني مستوطنة ميغرون، بعد أن أصدرت المحكمة العليا أمرا بإخلائهم من البؤرة «العشوائية»، في رد منها أكثر تعنتا على رسالة القيادة الفلسطينية لتحريك عملية السلام، التي بدورها طالبت بوقف الأعمال الأحادية، ولوّحت باللجوء إلى مجلس الأمن.
وأصدرت حكومة الاحتلال تعليمات لقائد الجبهة الوسطى للجيش الإسرائيلي اللواء نيتسان ألون، طالبته فيها بالتوقيع على أمر عسكري يسمح بإقامة مبانٍ مؤقتة للمستوطنين في الضفة من دون إنهاء كافة إجراءات سلطات التخطيط المطلوبة بموجب القانون، بهدف إسكان مستوطني ميغرون الذين أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية بإخلائهم من البؤرة، المقامة على أراضٍ فلسطينية.
انتقادات
ووجهت النيابة العامة العسكرية انتقادات لهذا المخطط، وكتبت في رسالة إلى المستشار القانوني للحكومة يهودا فاينشتاين أن الاقتراح الحكومي خطير ويؤدي إلى نشوء «منحدر زلق من الإعفاءات والتسهيلات»، التي «تخترق السدود» المتبعة من خلال قوانين التخطيط والبناء.
في غضون ذلك، كشف مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أمس أن لجنة وزارية برئاسته قررت، خلال اجتماع عقدته الليلة قبل الماضية، إصدار تعليمات إلى النيابة العامة تقضي ببلورة موقف جديد لطرحه أمام المحكمة العليا بشأن البؤرة الاستيطانية غفعات هئولبناه المقامة على أراض فلسطينية قرب مدينة رام الله.
ارجاء تنفيذ
وبموجب هذه التعليمات، ستتم مطالبة المحكمة العليا بإرجاء تنفيذ أمر إخلاء وهدم مباني هذه البؤرة حتى موعد أقصاه مطلع مايو المقبل.
من جانبه، اقترح وزير الحرب ايهود باراك بنقل الثلاثين عائلة التي تقطن في غفعات هئولبناه إلى أراضٍ استولى عليها جيش الاحتلال قرب مستوطنة بيت إيل المحاذية، وإقامة مبانٍ فيها.
كذلك، بحثت اللجنة الوزارية أيضاً مخطّط لـ«شرعنة» ثلاث بؤر استيطانية هي: راحيليم وبروخين قرب نابلس، وسنسانا قرب الخليل وتحويلهم إلى مستوطنات.
مطالبة
من جانبها، طالبت السلطة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بوقف الأعمال الأحادية الجانب فورا. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن السلطة تدين ما ورد عن مكتب نتانياهو، بخصوص «شرعنة ثلاث بؤر استيطانية عشوائية» في الضفة. وقال إنه «إذا كان الأمر كذلك، فهذا يدلل على الرد المتوقع على رسالة الرئيس (الفلسطيني محمود عباس)، فإن نتانياهو يدفع بالأمور إلى الطريق المسدود مرة أخرى».
وأضاف أبوردينة إن «القيادة الفلسطينية بانتظار الرد الرسمي، وستبقى خياراتنا مفتوحة، إذا كان هذا هو الرد الإسرائيلي على الرسالة الفلسطينية».
بدوره، أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات أن القيادة بصدد دراسة إمكانية التوجه إلى مجلس الأمن للحصول على قرار بإدانة الاستيطان على ضوء تشريع الحكومة الإسرائيلية بعض المستوطنات وإقامة المزيد منها في الأرض الفلسطينية.
ادانة
وأدان عريقات بشدة القرارات الإسرائيلية، مؤكدا أن «كل حجر أقيم في أراضي العام 67 وفي مدينة القدس المحتلة باطل وغير شرعي وغير قانوني»، مشيرا إلى أن هذا يرقى إلى جريمة حرب.
وطالب عضو اللجنة التنفيذية الحكومة الإسرائيلية بأن تختار بين السلام والاستيطان، قائلاً إنه «لا يمكن الجمع بينهما»، مشيرا إلى أن إسرائيل إذا لم تختر بينهما فإنها تكون بذلك حكمت على حل الدولتين بالدمار.
وكانت دولة قطر دعت الليلة قبل الماضية المجتمع الدولي إلى التحرك لممارسة ضغوط سياسية من أجل تفعيل المفاوضات المباشرة بين الجانبين، بهدف التوصل إلى اتفاق حول المسائل الرئيسية للحل النهائي قبل نهاية العام الجاري.
217 وحدة استيطانية تغزو جبل المكبر
كشفت أوساط فلسطينية عن مخطط إسرائيلي لتوسيع البؤرة الاستيطانية «نوف صهيون» الواقعة في حي جبل المكبر، المطل على القدس القديمة، بإقامة 217 وحدة استيطانية ضمن المشروع رقم 8815، الذي يعد استكمالًا للمخطط رقم 4558، الذي بموجبه تمت إقامة 100 وحدة سكنية استيطانية كمرحلة أولى في المكان.
وقال «الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس» في بيان: «تم إيداع المخطط للاعتراض بتاريخ 29/3/2009، والوقائع الرسمية بتاريخ 6/4/2009. كذلك نشر مناقصات لبناء 645 وحدة استيطانية في جبل المكبر في 8/4/2012، بموجب المخطط الهيكلي رقم 12825 لإقامة مناطق تجارية بموجب المخطط رقم 7509».
وأضاف: «وبشكل متواز، تم الإعلان عن المناقصة رقم ي ش/ 2011/4/29 لإقامة 180 وحدة سكنية في أربعة مجمعات في مستوطنة جبعات زئيف حي غان ايليون حسب المخطط الهيكلي رقم 22010». وتابع البيان: «وتم الإعلان عن مخطط هيكلي لإقامة مجموعة من الفنادق على أراضي بيت صفافا، وجزء كبير من هذه الأراضي تعود ملكيته للكنيسة الأرثوذكسية». وأشار إلى أن سياسة التوسع الاستيطاني في مدينة القدس تهدف إلى خلق واقع سياسي ديمغرافي لصالح اليهود وعلى حساب الفلسطينيين.
إلى ذلك، اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين فجر أمس مقام النبي يوسف قرب نابلس شمال الضفة المحتلة. وأفادت مصادر محلية فلسطينية أن عدداً من الحافلات تقل نحو ألف و200 مستوطن وصلت إلى المقام بحماية مشددة من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت المصادر أن المستوطنون قاموا بأداء الطقوس والشعائر الدينية قبل مغادرتهم المقام في ساعات الصباح الباكر.
