رغم وقف إطلاق النار في سوريا، الذي من المفترض أنه لا يزال قائماً، صعد النظام أعماله ضد المعارضين في عديد من المناطق وقصفت قواته مناطق في حمص وحماة واجتاحت مناطق قرب الحدود مع تركيا، واشتبكت مع المنشقين في دوما التابعة لريف دمشق وشنت حملة دعم واعتقالات في درعا، تزامنا مع انفجار قنبلة وسط دمشق اعقبها قيام قوات الأمن السورية بإغلاق ساحة المرجة. مع توارد أنباء عن اغتيال ضابط في المخابرات في حي برزة اعقبها اشتباكات مسلحة في ريف دمشق.

وقال الناشط عمر الحمصي لوكالة الأنباء الألمانية إن قصفا استهدف الرستن التابعة لمحافظة حمص، لكن لم يعرف ما إذا سقط قتلى أو جرحى، بينما اجتاحت القوات الحكومية مناطق عدة في إدلب (شمال) على الحدود مع تركيا والتي يعتقد أن عناصر الجيش السوري الحر المنشقين عن الجيش النظامي يتحصّنون بها.

كما تحدثت أنباء عن قيام القوات السورية بقصف مدينة حماة بعد يوم واحد من زيارة المراقبين الدوليين لها.. في وقت ذكر شاهد عيان لوكالة «أسوشيتدبرس» أن القوات السورية قصفت حماة لمعاقبة سكانها على خروجهم لاستقبال وتحية مراقبي الأمم المتحدة.

وفي مدينة دوما (ريف دمشق)، التي اقتحمتها القوات النظامية الاحد الماضي، سمعت صباح امس أصوات انفجارات ترافقت مع إطلاق نار كثيف.. بينما نفذت القوات النظامية حملة مداهمات فجرا في مدينة انخل في درعا (جنوب) أسفرت عن اعتقال 23 شخصا، فيما سمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف في مدينة بصرى الشام.

 

انفجار بدمشق

إلى ذلك، قال ناشطون سوريون إن قنبلة انفجرت في العاصمة السورية دمشق اعقبها إغلاق قوات الأمن السورية ساحة المرجة وسط المدينة.

وذكر الناشطون أن الانفجار أسفر عن مقتل سائق السيارة التي زرعت فيها القنبلة، لكنه لم يسفر عن احتراق السيارة بشكل كامل كما يحدث في مثل هذه التفجيرات الانتحارية باستخدام قنابل أكبر. وفي رواية أخرى، قالت مصادر مقربة من السلطات السورية، لوكالة الأنباء الألمانية أن العبوة الناسفة «استهدفت سيارة بيك اب كابينة مزدوجة لوحة حكومية وأن سائق السيارة نقل إلى المستشفى وهو في حالة خطرة». وركّزت وسائل الإعلام السورية الحكومية وشبه الحكومية على إن الانفجار أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص.

في المقابل، قال معارضون سوريون إن قوات الأمن السورية أخذت العديد من شهود العيان في مسرح الجريمة ويعتقد ان فريقا تابعا لقناة «الدنيا» الفضائية الموالية للنظام كان في الساحة قبل الانفجار.

 

اغتيال ضابط

في الاثناء، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له أن مساعد أول بالمخابرات السورية اغتيل بعد منتصف الليلة قبل الماضية في حي برزة بدمشق، فيما دارت اشتباكات فجر امس في منطقة السيدة زينب بريف دمشق بين القوات النظامية السورية ومسلحين منشقين. فيما تحدثت أنباء عن انفجار عبوة ناسفة في مرآب للسيارات بالضاحية المذكورة، دون تعليق من السلطات السورية بالتأكيد أو النفي.

 

تظاهرات غاضبة

وخرجت تظاهرات مساء أول من امس في عدد من المدن، رفعت فيها لافتات وشعارات تنتقد بطء مهمة المراقبين وعدم التزام النظام بخطة المبعوث الدولي كوفي انان، منها «الشهداء بالجملة، المراقبون بالتقسيط، من دون دفعة أولى»، واخرى «آخر كذبة نيسان الالتزام بخطة انان» التي رفعها متظاهرون في حي القابون الدمشقي. وقطع متظاهرون طريق دمشق الدولي المؤدي إلى درعا بإشعال مواد نفطية، وكذلك طريق قدسيا دمشق، او طريق بيروت القديم. وخرجت تظاهرات مسائية في كفربطنا وعين ترما في ريف دمشق، وتظاهرات في أحياء في حماة وحلب. في غضون ذلك يواصل فريق طليعة المراقبين الموجود بالفعل في سوريا مهمته في مراقبة «وقف إطلاق النار»، وقال المناطق باسمهم نيراج سينج ل إن «المراقبين يزورون مناطق بعيدة عن العاصمة».

وتوجه فريق المراقبين الدوليين أمس إلى مدينة حماة وسط البلاد التي تشهد إضراباً عاماً احتجاجاً على سقوط ضحايا فيها أول من أمس. كما تم تثبيت مراقبَين دائمَين في المدينة.

وقال مصدر محلي في محافظة حماة إن «عدداً من المراقبين الدوليين وصل إلى المدينة والتقى عدداً من المواطنين في ساحة العاصي، حيث نقلوا لهم ما تعرضوا له من أضرار على أيدي المجموعات المسلحة من قتل وتخريب». وأضاف ان فريق المراقبين توجه بعد لقاء قصير في ساحة العاصي إلى أحياء (القبلي والعلمين) التي شهدت أحداثاً ساخنة خلال الأشهر الماضية سقط خلالها عدد كبير من القتلى والجرحى، مشيراً إلى أن أهالي تلك الأحياء استقبلوا فريق المراقبين «بشعارات تطالب بإسقاط النظام».

وفي السياق قال الناطق الرسمي باسم فريق المراقبين نيراغ سينغ ، إن «اثنين من المراقبين سيرابطان في مدينة حماة كما هو الحال في مدينة حمص». الى ذلك، شهدت مدينة حماة إضراباً عاماً احتجاجاً على القتلى والجرحى الذين سقطوا في حي الأربعين يوم امس، فيما أفاد شهود أن «اغلب مدارس المحافظة والمحال التجارية في أسواقها الرئيسة نفذت إضراباً أمس»، وأن الحركة في شوارع المدينة شبه معدومة.