حلّ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس في العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية تستغرق يومين قال مسؤولون عراقيون إنها ستركز على الأمور العالقة بين البلدين كالحقول المشتركة والتعاون الاقتصادي والسياسي، إضافة إلى استضافة العراق المتوقعة للقمة النووية التي عقدت جولتها الأولى في اسطنبول، في وقت اعلنت ايران استعدادها للتعاون في مجال الطاقة من خلال تجهيز العراق بالكهرباء وتذليل الصعوبات التي تحول دون تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين.

 ويرافق المالكي في زيارته إلى طهران وفد يضم وزراء الصناعة والمعادن احمد دلي الكربولي والتجارة خير الله حسن بابكر والتخطيط علي يوسف الشكري. وأعلن النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي الذي استقبل المالكي استعداد بلاده لتجهيز العراق بالطاقة الكهربائية، داعياً إلى تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، مؤكداً استعداد إيران للتعاون في مجال الطاقة من خلال تجهيز العراق بالكهرباء وتذليل الصعوبات التي تحول دون تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين.. في حين شدد المالكي على ضرورة إجراء مباحثات بين مسؤولي البلدين بما يخدم مصلحة الشعبين الجارين.

ومن المقرر أن يلتقي المالكي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد ورئيس البرلمان علي لاريجاني وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي. كما سيترأس المالكي الجانب العراقي في اجتماع اللجنة الاقتصادية العليا المشتركة بين البلدين.

في هذه الأثناء، قال القيادي في الائتلاف سامي العسكري إن زيارة المالكي إلى طهران وما سبقتها من زيارة إلى الكويت «تأتي جميعها في سياق الجهد الذي يقوم به لتطوير العلاقات بين دول الجوار»، مؤكدا أهمية طرح الأمور العاقلة بين البلدين كالحقول المشتركة والتعاون الاقتصادي والسياسي.

وأضاف العسكري أن «العراق يتصدى الآن للكثير من الملفات كونه يترأس القمة العربية»، مؤكدا على ضرورة أن «يكون للعراق تحركا دبلوماسيا تجاه دول المنطقة». وأشار إلى أن «المالكي يتحرك ضمن أجندة الحكومة، الساعية لتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية مع كل دول العالم وخاصة دول الجوار»، معتبرا أن «الحديث عن وجود نفوذ إيراني داخل العراق لغط سياسي كبير».

وبحسب عضو التحالف الوطني خالد الاسدي فان «المالكي سيبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وملفات المياه والحدود والتعاون الاقتصادي، مع دعوة الشركات الايرانية للاستثمار في العراق».وتابع الاسدي ان «رئيس الوزراء سيحث طهران على ابداء مرونة كافية في المفاوضات المقرر اجراؤها في بغداد مايو المقبل بشأن الملف النووي الايراني، كما سيؤكد ان بغداد ستبذل جهدا موازيا مع الدول الاخرى لانجاح جولة محادثات مجموعة 5+1 وايران».

ويطلق المالكي في أكثر من مناسبة مواقف يدافع فيها عن استقلالية حكومته وينفي خضوعها لأي تدخلات خارجية، لاسيما من إيران، المتهمة من قبل عدد من الأحزاب العراقية والدول الأوروبية والولايات المتحدة أنها تتدخل بشكل مباشر بشؤون العراق الداخلية وتدعم جماعات مسلحة وميليشيات من خلال تجهيزها بالأسلحة والمتفجرات.

 

العراق يجري تحقيقاً بشأن استحواذ إيران على النفط

 

أعلنت لجنة النفط والطاقة في مجلس النواب العراقي أنها فاتحت وزارة النفط للتحقق من معلومات نشرت أول من أمس في تقرير للمركز العالمي للدراسات التنموية الذي مقره في لندن.

وأفاد التقرير بأن إيران تستحوذ يوميا على 130 ألف برميل في اليوم من أربعة حقول نفطية، هي دهلران ونفط شهر وبيدر غرب وأبان، ما تعادل قيمته 17 مليار دولار سنوياً.

وقال عضو اللجنة فرات الشرع، في تصريح صحافي «أرسلنا كتاباً رسمياً للتحقق من تقرير نشره المركز العالمي للدراسات التنموية، والذي أكد أن إيران تستحوذ على إنتاج أربعة حقول نفطية مشتركة». وأضاف أن «التقرير فيه مبالغة في الأرقام، لكن اللجنة قررت مفاتحة وزارة النفط للتأكد من مصداقية المعلومات المتوفرة من عدمها». وأشار إلى أن «مثل هذه المعلومات في حال دقتها تدعو إلى أن يسعى العراق جاهدا لحسم موضوع الحقول النفطية المشتركة بين العراق وإيران وباقي الدول من جهة أخرى».