تواصلت خروقات وقف إطلاق النار في عدد من المناطق السورية رغم وجود جزء من المراقبين الدوليين، واقتحمت القوات النظامية بشكل وحشي مدينة دوما في ريف دمشق، واستمرت في أعمال القتل في: ريف دمشق وحمص وبانياس وإدلب، إلا أن بقاء مراقبَيْن دوليّين في حمص أجبر قوات النظام على عدم استهدافها ليستمر فيها الهدوء لليوم الثاني رغم سقوط ثلاثة قتلى، في حين بدأ فريق من المراقبين منذ امس في زيارة مناطق تلبيسة والحولة والرستن في ريف حمص، ثم يتوجهون إلى حماة ومن ثم إلى القصير (ريف حمص) قبل الانتقال إلى دمشق.
وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق في بيان إن القوات النظامية «اقتحمت دوما منذ ساعات الصباح الأولي بعدد من الدبابات، تحت غطاء ناري ومدفعي كثيف جداً». وأظهرت مقاطع بثها ناشطون على الإنترنت سحب الدخان في سماء المدينة وأصوات إطلاق نيران ثقيلة وأصوات تكبير من المساجد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قتيلين في المدينة أمس، أحدهما برصاص قناصة والآخر بإطلاق نار عشوائي. كما قتل أربعة جنود نظاميين على الأقل في تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند مدرعة في محيط المدينة.
وقال عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق محمد السعيد لوكالة «فرانس برس» ان القوات النظامية «تدخل بشكل يومي إلى المدينة، لكن الاقتحام امس هو الأشد». واعتبر أن الهدف من اقتحام المدينة هو «تأديبها بعد التظاهرات الحاشدة التي خرجت فيها، ولأنها مركز احتجاجات الريف الدمشقي».
وتشهد مدينة دوما باستمرار تظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام، كان آخرها تظاهرة ضخمة يوم الجمعة، في ما أطلق عليه الناشطون اسم «جمعة سننتصر ويهزم الأسد».
واستولى المنشقون على المدينة، التي تقع على بعد نحو 10 كيلومترات عن العاصمة دمشق ويبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة، في 21 يناير لفترة وجيزة بعد قتال عنيف مع قوات الأمن قبل أن ينسحبوا ويستعيد الجيش السيطرة عليها بعد ذلك. ومنذ ذلك الوقت شهدت المدينة اقتحامات متعددة واشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين.
وفي ريف دمشق أيضا، قتل مدني سوري برصاص حاجز أمني بعد منتصف الليل في قرية حتيتة التركمان، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.. أما في ادلب (شمال غرب)، فقتل ثلاثة سوريين في قرية الرامي بجبل الزاوية بنيران القوات النظامية، بحسب المرصد.
وفي بانياس (غرب) قتل عنصر أمن وأصيب ثلاثة بجراح جراء إطلاق نار على دورية أمنية ليل السبت الأحد، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن «هذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ قرابة العام».
هدوء في حمص
وفي حمص (وسط)، أكد ناشطون لـ «فرانس برس» أن الهدوء ما زال يخيم على المدينة وريفها صباح امس في ظل وجود مراقبين فيها.
وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله إن الهدوء «خيم صباح امس على مدينة حمص وريفها»، وعزا ذلك إلى «وجود المراقبين كما بات معلوما»، لكنه أبدى تخوفه من أن «العنف سيتجدد عندما يغادر المراقبون». وذكر العبدالله انه علم من فريق المراقبين انهم «بدأوا منذ امس في زيارة تلبيسة والحولة والرستن في ريف حمص، ثم يتوجهون إلى حماة، ومن ثم إلى القصير (ريف حمص) قبل الانتقال إلى دمشق».
من جهته، قال المسؤول في طليعة بعثة المراقبين نيراج سينغ: «بقي اثنان من المراقبين الدوليين منذ مساء السبت في حمص التي زارها المراقبون». وأضاف «أن اثنين من المراقبين سيكون عملهما في مدينة حمص، وسيرابطان هناك». وأوضح: «لقد كانت زيارة طويلة التقى جنود حفظ السلام خلالها السلطات المحلية وجميع الأطراف، وتكلموا إلى الناس، وقاموا بجولة في المدينة وتوقفوا في عدد من المناطق».
وأشار إلى وجود ثمانية مراقبين في سوريا التي وصلها أيضا مراقبان آخران يوم السبت. في هذه الأجواء، بيّن شريط بثه ناشطون على الإنترنت عدداً من جنود حفظ السلام بينهم العقيد أحمد حميش رئيس الفريق وهم يتحدثون مع السكان في غرفة خلال زيارتهم لمدينة حمص. وأظهر مقطع الفيديو احد سكان حي الخالدية وهو يتحدث إلى المراقبين بالإنجليزية قائلاً: «من فضلكم ابقوا معنا، إن هذا مهم جداً»، مضيفاً: إن «القصف يتوقف عندما تكونون هنا».
وفي مقطع آخر للاجتماع نفسه، يقول الملازم أول المنشق عبدالرزاق طلاس، أحد قادة كتيبة الفاروق التي قاتلت القوات النظامية في بابا عمرو، للمراقبين: «أنتم بحمايتي». ويقول طلاس للعقيد حميش: «لقد دخلتم إلى سوريا لوقف القتل، إننا في الجيش الحر مسؤولون عن حماية المواطنين ونضمن لكم سواء جاء مراقبان أو 10 أن يكونوا في عهدتنا لا يصابون بأذى ولا يحدق بهم أي خطر على حياتهم».
ويؤكد طلاس للمراقبين: «إن خرجتم الآن من حمص سيتابع النظام عملياته العسكرية، انهم يستخدمون الدبابات والصواريخ وقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، وبفضل وجودكم توقف عنف السلاح ولم يتم أي اجتياح». ويضيف: «إننا نطلب منكم البقاء، اثنان منكم على الأقل».
