ينظر البعض في مصر إلى د.محمد مرسي على أنه المرشح القدري للانتخابات الرئاسية المقبلة، بعدما عصفت اللجنة الرئاسية العليا بالمرشح الأقوى في جماعة الإخوان المسلمين، نائب المرشد العام خيرت الشاطر؛ ليكون المرشح الاحتياطي لهم بنفس المنهج وذات البرنامج هو من يخوض مضمار المنافسة على عرش مصر المتبارى عليه الآن من 13مرشحاً.
لم يكن يتصور مرسي ذو الخبرة العلمية الواسعة، أنه من الممكن أن يكون قاب قوسين أو أدنى من كرسي الرئاسة الذي اتجهت به استطلاعات الرأي العام لمراكز الأبحاث والدراسات خلال الأشهر الأخيرة إلى آخرين، مثل المستبعدين حازم أبو إسماعيل أو الشاطر أو حتى عمر سليمان، والحاليين بالسباق، أمثال عمرو موسى أو عبدالمنعم أبوالفتوح. ويأتي ترشح مرسي بعد بضع محطات، الأولى عندما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عدم رغبتها في دعم مرشح إسلامي للرئاسة، فضلاً عن عدم الدفع بمرشح من عندها، وهو ما قابله المرشح الحالي لانتخابات الرئاسة أبوالفتوح بالرفض فاختار الانشقاق ليحلق منفرداً خارج سرب الجماعة، رغم تعاطف الكثيرين من داخل الجماعة وخارجها معه.
إلا أن قرار الجماعة الذي كان حازماً في تلك المسألة، تغير في الآونة الأخيرة، بعد توتر العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، وبين المجلس العسكري، بشأن الحكومة وأدائها المخيب للآمال؛ حيث رغب حزب الحرية والعدالة في تشكيل حكومة جديدة، فعاند «الإخوان» «العسكري» الذي أصر على حكومة الجنزوري ليلقوا حجراً كبيراً في المياه الراكدة بنزول الشاطر، ثم الدفع برئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي كمرشح احتياطي؛ خوفاً من احتمالية وجود معوقات قانونية تمنع ترشح الشاطر؛ ليكون مرسى هو بالفعل الآن نجم الشباك الأول لدى جماعته، وربما يلقى رواجاً - ولو كان متأخراً لدى الشعب المصري، الذي طالما راهن في اختياراته الانتخابية السابقة على الإخوان والإسلاميين.
اعتقالات متكررة
وكغيره من قيادات الإخوان المسلمين، كان مرسى مطارداً من قبل النظام السابق، فاعتقل مرات عدة، منها سبعة أشهر، بعد مشاركته في مظاهرات شعبية تندِّد بتحويل اثنين من القضاة إلى لجنة الصلاحية، وهما المستشاران أحمد مكي وهشام البسطاويسي؛ بسبب موقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005، واعتقل معه 500 من الإخوان المسلمين، وأفرج عنه يوم 10 ديسمبر 2006.
كما اعتقل في سجن وادي النطرون صباح يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 في أثناء ثورة 25 يناير مع 34 من قيادات الإخوان على مستوى المحافظات؛ لمنعهم من المشاركة في جمعة الغضب، وقام الأهالي بتحريرهم يوم 30 يناير بعد ترك الأمن للسجون خلال الثورة.
وبدأ سلم الصعود الحقيقي لمرسى عندما تم انتخابه من مجلس شورى الإخوان في 30 أبريل 2011 رئيسًا لحزب الحرية والعدالة، الذي أنشأته الجماعة بجانب انتخاب عصام العريان نائباً، له ومحمد سعد الكتاتني أميناً عاماً للحزب. كما عرف مرسي كأحد أبرز أعضاء مجلس الشعب في عام 2000، واختير أيضاً كأحسن برلماني على مستوى العالم، ومع ذلك خسر في انتخابات 2005 مقعد المجلس، بالرغم من حصوله في الجولة الأولى على أعلى الأصوات.
