دقّ أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني ناقوس الخطر الذي يتهدد دول المجلس في ما يتعلق بمستقبل مخزون المياه، داعياً إلى إعداد خطة خليجية استراتيجية شاملة لطوارئ المياه ومعتبراً أن الماء سيكون على رأس سجل المخاطر في دول المجلس في المستقبل، فيما أكد وزير الطاقة والصناعة القطري أن مقترح إنشاء شبكة مياه خليجية على غرار شبكة الكهرباء يجري بحثه حالياً في الأمانة العامة لدول التعاون.
وقال الزياني، في كلمة افتتاح مؤتمر الخليج العاشر للمياه الذي انطلق أمس في العاصمة القطرية الدوحة، إن «من بين التهديدات والتحديات التي تواجه دول المجلس، أننا نصنف النقص المحتمل للماء تصنيفاً عالياً». وأضاف: «لا يساورني أدنى شك في أن الماء سيكون على رأس سجل مخاطر دول مجلس التعاون». ودعا الى «إعداد خطة استراتيجية لطوارئ المياه». وقال في هذا الصدد: «أعتقد أننا بحاجة الى استراتيجية خليجية شاملة وغير مجزأة على المدى المتوسط والطويل لمعالجة هذا التحدي».
وربط أمين عام مجلس التعاون في كلمته بين الأمن القومي المائي وبقية أوجه الأمن التي تواجه دول الخليج. وقال في هذا الإطار إن «دول الخليج اتخذت تدابير جماعية لتعزيز القدرات الدفاعية المشتركة، بالإضافة الى التنسيق الوثيق بشأن قضايا مثل حماية المجال الجوي والحماية من الأخطار الكيميائية والبيولوجية والاشعاعية».
تلوث البحر
وتساءل الزياني: «عما إذا كنا تمعنا جيداً في حماية محطات التحلية وماهية التدابير التي ينبغي اتخاذها في حالة حدوث تلوث شامل لمياه البحر نتيجة اعتداء كيميائي أو بيولوجي أو اشعاعي؟». كما تساءل الزياني عن «كيفية مواجهة التهديدات في حالات احتمال اعتداءات واسعة النطاق في المنطقة». وطالب أمين عام مجلس التعاون الخليجي الحاضرين في المؤتمر بالخروج «بتوصيات عملية قابلة للتحقيق وغير نظرية».
شبكة خليجية
من جانبه، دعا وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة الى «إنشاء شبكة مياه خليجية على غرار شبكة الكهرباء»، و قال إن «الموضوع تتم دراسته الآن تحت مظلة الامانة العامة لدول المجلس».
وخفف وزير الطاقة القطري من المخاوف بشأن هذا الموضوع وقال: «إننا ننعم الآن بفائض في حدود 20 في المئة من المياه، لكن ذلك لا يعني أننا مطمئنون بل نسعى الى مزيد من الانتاج وسنصرف 19 مليار دولار أميركي على ذلك من الآن الى سنة 2020». لكن السادة لفت أيضا الى أن منطقة الخليج «تشهد زيادات أكثر من المعدلات العالمية سواء من الناحية الديموغرافية أو على مستوى معدلات التنمية بما يرفع من نسبة استهلاك المياه بشكل مستمر». وذكر السادة أن «40 في المئة من المياه المحلاة في العالم توجد في منطقة الخليج وهي النسبة الأعلى في العالم».
قضايا وبحوث
وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني استقبل صباح أمس في مركز قطر الوطني للمؤتمرات الوزراء ووكلاء الوزارات بمجلس التعاون المشاركين لدول الخليج العربية والأمين العام لمجلس التعاون بمناسبة مشاركتهم في المؤتمر الخليجي العاشر للمياه بالدوحة.
ويشارك في المؤتمر 600 خبير مع عدد من الوزراء والمسؤولين العرب والخليجيين والرؤساء التنفيذيين والخبراء المتخصصين في المياه والطاقة في ما اعتبرته وثائق المؤتمر «أكبر مؤتمر علمي يعقد على هذا المستوى في دول مجلس التعاون الخليجي». ويتحدث في المؤتمر ما يزيد على 25 متحدثاً رئيسياً فيما سيستعرض المؤتمرون أكثر من 50 بحثاً تم تقديمها للجنة العلمية للمؤتمر وتتناول موضوعات رئيسية في مجالات المياه والطاقة والغذاء واستدامتها.
وينظر المؤتمر بالخصوص في موضوعات ذات الصلة بالتخطيط والادارة المستدامة لموارد المياه والطاقة، وإدارة الموارد الطبيعية للمياه الجوفية والسطحية، وادارة قطاع المياه البلدية، وتقنيات التحلية وادارة قطاع مياه الصرف الصحي واعادة الاستخدام، والمياه والصحة والبيئة. ويحظى المؤتمر بدعم العديد من الجهات الدولية، ومن بينها برنامج الامم المتحدة الانمائي، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) وجامعة الخليج العربي.
