تمسك مجلس القضاء العراقي الأعلى أمس بموعد محاكمة نائب الرئيس طارق الهاشمي وصهره المطلوبين للسلطات الأمنية والقضائية في بغداد، مؤكداً أن الجلسة ستكون في الثالث من مايو المقبل، فيما كشف الهاشمي أنه التقى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في اسطنبول ووعده بأنه سيعود إلى فور انتهاء زيارته إلى تركيا، فيما أفيد انه بحث معه سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي، تزامناً مع تجديد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقاداته لنظيره العراقي نوري المالكي، متهماً الأخير بـ«إذكاء التوتر» الطائفي.
وقال الناطق باسم المجلس عبد الستار البيرقدار في تصريحات أمس: «لا تغيير بالموعد. محاكمة الهاشمي ثابتة في الثالث من الشهر المقبل». وأوضح أن القرار يعود إلى المحكمة بشأن النطق بالحكم أو التأجيل أو التبرئة.
وقررت محكمة الجنايات المركزية في الكرخ محاكمة الهاشمي وصهره غيابياً في الثالث من مايو، بعد رفضه المثول أمام القضاء الذي اتهمه بأنه يخضع للسلطة التنفيذية.
وتوجه الهاشمي، وهو قيادي بارز في قائمة «العراقية» وتولى منصب نائب لرئيس الجمهورية لدورتين ويتزعم كتلة «تجديد» السياسية، إلى إقليم كردستان بعد إصدار مذكرة الاعتقال بحقه. لكنه خرج من العراق للمرة الأولى منذ بدء إثارة قضيته متوجهاً إلى قطر الأسبوع الماضي ومنها إلى السعودية، وهو متواجد الآن في تركيا.
وتسعى «العراقية» جاهدة إلى عقد المؤتمر الوطني قبيل موعد محاكمة الهاشمي بهدف إيجاد حلول سياسية لقضيته.
لقاء وعودة
من جانبه، أكد الهاشمي أنه التقى مسعود بارزاني في اسطنبول، ووعده بأنه سيعود إلى إقليم كردستان العراق بعد انتهاء زيارته إلى تركيا، على الرغم من مطالبة بغداد بتسليمــه.
وقال الهاشمي، في تصريح صحافي: «لقائي مع رئيس إقليم كردستان العراق كان جيداً ومثمراً كالمعتاد، وقد وعدته بأني سأعود إلى أربيل بعد انتهاء زيارتي إلى تركــيا».
وكان الهاشمي التقى أول من أمس بارزاني في مقر إقامته في اسطنبول، قبيل أن يلتقي الأخير برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو.
أردوغان يهاجم
وكان أردوغان، وعقب لقائه بارزاني، هاجم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي واتهمه بإذكاء التوتــر بين السنة والشيعة والأكراد في العـــراق، بسبب استحواذه علـــى السلطــة.
وتأتي تصريحات رئيس الوزراء التركي ضد المالكي بعد فترة هدوء في الهجمات الإعلامية بين بغداد وأنقرة، وبعد بروز ملامح حلحلة للأزمة التي نشبت بينها على خلفية اتهام أردوغان للمالكي بالسعي إلى «إثارة نزاع طائفي»، كما حذر من أن أنقرة لن تبقى صامتة في حال أقدمت بغداد على هذه الخطوة كونها لن تسلم منها، فيما رد الأخير معتبراً أن تصريحات نظيره تشكل استفزازاً للعراقيين جميعاً، مؤكداً رفض التدخل في شؤون العراق الداخلية.
وتشير تصريحات أردوغان تجاه المالكي إلى عكس ما قيل من مقربين من رئيس الوزراء العراقي من أن زيارة مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض إلى تركيا في الرابع من ابريل الجاري حققت تقدماً كبيراً في طريق إنهاء التوتر بين البلدين، وتوضح استمرار أنقرة بموقفها الرافض لسياسيات المالكي وتؤكد دعمها لمعارضيه، خصوصا أنها جاءت خلال استقبال أردوغان لبارزاني، وبالتزامن مع زيارة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي لتركيا.
