عرفت ميادين مصر، وعلى وجه التحديد ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة، جملة من التظاهرات المليونية يوم الجمـعة، كان أبرزها 14 تظاهرة أسهمت بصورة كبيرة في تغيير المشهد السياسي منذ قيام الثورة وحتى مليونية «حماية الثورة وتقرير المصير» والتي شهدها الميدان أمس، وشاركت فيها حشود ضخمة من أنصار تيار الإسلام السياسي، إضافة إلى القوى والحركات الثورية والليبرالية.
أولى التظاهرات المليونية التي شهدتها مصر، هي «جمعـة الغضب» في 28 يناير 2011، أي عقب ثلاثة أيام من قيام الثورة، والتي دعت لإسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، وضرورة تنحيه عن الحكم، وشهدت تلك التظاهرات بمختلف الميادين والمحافظات تدخلات قمعية من قبل النظام السابق، الذي راح يدهس معارضيه من المتظاهرين ويطلق عليهم النار، «بصورة وحشية»، أسقطت مئات الضحايا والمصابين.
جمعة الرحيل
أما المليونية الثانية ضمن قائمة أبرز التظاهرات المليونية في مصر عقب الثورة، فهي «جمـعة الرحيل»، في 4 فبراير 2011، والتي كانت تطالب بتنحي مبارك، والذي فشلت خطواته وقراراته في إخماد نيران الثورة، وليلها أطلق الثوار على الجمعة التالية «جمعة الصمود» في 11 فبراير، بعد خطاب عاطفي للرئيس السابق، ثم أخيرًا التنحي عن الحكم في مساء تلك المليونية.
و18 فبراير تم تنظيم «مليونية النصر» وكانت احتفالاً بنجاح الثورة في تحقيق أولى مطالبها، وهو تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، وبعد ذلك تم تنظيم «جمعة التطهير» في 25 فبراير، للمطالبة بملاحقة أنصار النظام السابق ووضعهم في السجون، ومحاسبة كافة المخطئين والمحسوبين على ذلك النظام، والمتورطين في قتل المتظاهرين.
وشهد يوم الجمعة 4 مارس من العام الماضي تنظيم مليونية «جمعة الاستمرار»، من أجل تطهير مؤسسات الدولة من أنصار النظام السابق أو ما يعرفون بـ«الفلول»، وهو الأمـر الذي صحبه صخبًا كبيرًا يصفه علي حافظ، عضو المكتب التنفيذي لمجلس أمناء الثورة في تصريحاته لـ«البيان» إن الثوار «تيقنوا» من خلال تلك المليونيات أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي يقود البلاد خلال المرحلة الانتقالية «لا يأتي ولا يلبي رغباتهم إلا بالضغط عليه»، وتنظيم مليونيات قوية لإجباره على تنفيذ مطالب الميدان.
«جمعة التطهير»
وفي 18 أبريل تم تنظيم مليونية «جمعة التطهير»، للتأكيد على المطالب الخاصة بسرعة محاكمات رموز النظام الفاسد، وهو الأمر الذي بدأ يتحقق بالفعل عقب كل تلك المليونيات والتظاهرات التي تبنت هذه المطالب، ليتم القبض على الكثير من رموز النظام السابق وتقديمهم للمحاكمة.
وفي يوم 20 مايو، قامت كافة القوى الثورية بتنظيم تظاهرة للاعتراض على نتائج استفتاء 19 مارس والإعلان الدستوري الذي طرحه المجلس العسكري تحت اسم «جمعة الغضب».
وشهد أول يوليو الدعوة لمليونية تحمل اسم «جمعة العمل»، لتحفيز الشباب وكافة القوى الثورية على العمل من أجل تحريك عجلة الانتاج ودفعها للأمام، بعد الانتكاسات التي تعرض لها الاقتصاد بصفة عامة.
وفي الثامن من أغسطس، تم تنظيم مليونية «المطلب الواحد»، والتي تم الدعوة لها من قبل مجموعة من قوى التيار الاسلامي، للاعتراض على المبادئ فوق الدستورية التي أعلن عنها نائب رئيس الوزراء السابق علي السلمي، والتي منحت المجلس العسكري صلاحيات كبيرة، ليجعله «دولة داخل الدولة» وتفرض السرية على ميزانيته و«معصوم من المسألة»، وهو الأمر الذي أثار كافة القوى ضده.
وعقب ذلك، تم تنظيم مليونية «تصحيح المسار» للمطالبة بوقف المحاكمات العسكرية.
«رد الشرف»
وفي أعقاب أحداث شارع مجلس الوزراء، وما تعرض له الشباب المتظاهرين من انتهاكات.
تم تنظيم مليونية «رد الشرف» يوم 23 ديسمبر، خاصة بعد نشر صور لفتاة قام جنود من الجيش بسحلها وضربها، إلا أن جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين امتنعوا عنها.
وأخيرًا، شهدت مصر أمس مليونية 20 أبريل التي أطلق عليها مليونية «حماية الثورة وتقرير المصير»، وشارك فيها أكثر من 50 حزبًا وحركة سياسية من مختلف القوى السياسية.
