عادت أصوات الدم لتعلو من جديد في العراق، حيث لقي 37 شخصاً حتفهم أمس بعشرة تفجيرات هزت ست مدن عراقية بالتزامن، هي الأعنف منذ شهر، في حين أعلن حظر التجول في محافظة صلاح الدين، وأخلي مبنى محافظة بابل تحسباً، ليرد الساسة بكيل الاتهامات لبعضهم بعضاً، قائلين إن التفجيرات أتت انعكاساً للخلافات السياسية.
وأكدت وزارة الداخلية العراقية في بيان أمس أن «العصابات الإرهابية أقدمت على تفجير عدد من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة»، معتبرة أن «هذه العصابات تريد بذلك التواصل مع داعميها الإقليميين بالحصول على إمدادات مالية». وأوضح مصدر في وزارة الداخلية لوكالة «فرانس برس» أن «17 شخصاً قتلوا في بغداد ومحيطها، وأصيب 97 بجروح في سلسلة انفجارات».
مضيفاً أن «11 شخصاً قتلوا وأصيب 62 في انفجار عدة سيارات مفخخة بالعاصمة العراقية استهدفت إحداها موكب وزير الصحة مجيد حمد أمين، بينما قتل ستة وأصيب 29 بجروح في هجومين، بينها تفجير انتحاري في التاجي»، فيما شدد على أن الوزير بخير. وذكر المصدر في وزارة الداخلية أيضاً أن «جندياً قتل وأصيب ستة بجروح في هجوم انتحاري ضد مقر للجيش في الطارمية التي تقع على بعد 45 كيلومتراً شمال بغداد».
تفجيرات كركوك
أما في كركوك، فقال مدير شركة الأقضية والنواحي في المدينة العميد سرحد قادر إن «مسلحين استهدفوا قرية الملحة التي تقع على بعد 40 كيلومتراً شمال غربي كركوك بست عبوات ناسفة، ما أدى إلى مقتل خمسة، بينهم ضابط برتبة رائد في الجيش، وإصابة ستة بجروح».
وفي وقت لاحق، استهدفت سيارة مفخخة موكب العميد في الشرطة طه صلاح الدين في جنوب كركوك، ما أدى إلى مقتل شرطيين وإصابة 15 شرطياً ومدنياً بجروح. كما استهدفت سيارة مفخخة أخرى في حي الضباط وسط كركوك منزل مدير عام هيئة الاستثمار صلاح عبد الرحيم البزاز، ما أدى إلى مقتل شرطيين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
عملية بعقوبة
وفي بعقوبة، 60 كيلومتراً شمال بغداد، قتل ضابط في الشرطة، وانفجرت سيارة مفخخة في وسط بعقوبة، ما أدى إلى مقتل عنصرين في الشرطة وإصابة شرطيين آخرين بجروح. كما قتل شرطي بنيران مسلحين مجهولين في المنصورية شمال بعقوبة، فيما أصيب ستة أشخاص بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين في شمال وغرب بعقوبة.
الرمادي والموصل
وفي الموصل، 350 كيلومتراً شمال بغداد، أعلن مصدر في الشرطة إصابة ثلاثة أشخاص بجروح في انفجار عبوة ناسفة داخل مطعم وسط المدينة.
سامراء وبيجي
وفي مدينة سامراء، 110 كيلومترات شمال بغداد، قتل ثلاثة من عناصر الصحوة وأصيب ستة بجروح في هجومين بسيارتين مفخختين استهدفا نقطتين للتفتيش يقيمها عناصر من الصحوة وسط المدينة»، بحسب ما أعلن المقدم في شرطة سامراء وقائد صحوة المدينة مجيد عبد الله.
وفي بيجي، 200 كيلومتر شمال بغداد، أصيب أحد العاملين في مصفاة نفط بيجي بجروح، جراء هجوم مسلح بقذائف صاروخية. وقتل شخص وأصيب تسعة بجروح بينهم أربعة من عناصر الشرطة في انفجار سيارتين مفخختين استهدفتا دورية للشرطة وسط الرمادي، 100 كيلومتر غرب بغداد.
حظر تجول
وعلى الفور، فرضت الجهات الأمنية العراقية، أمس، حظراً للتجوال على سير المركبات في عموم محافظة صلاح الدين، التي تحتوي بيجي وسامراء، بينما أخلت الجهات الأمنية مبنى مجلس محافظة بابل على خلفية معلومات باحتمال استهدافه بهجوم انتحاري، بعد ورود معلومات عن خطة لاستهدافه بأحزمة ناسفة، فيما استنفرت القوات الأمنية وزادت من انتشارها في المواقع الحسّاسة.
إدانات ومسؤولية
إلى ذلك، أدانت كتلة «العراقية» بزعامة أياد علاوي «استمرار تنفيذ التفجيرات الدامية بالرغم من الادعاء باتخاذ إجراءات أمنية مشددة إنما يعكس ضعف خطط الأمن، والحاجة الملحة إلى إعادة النظر فيها، ووضع الاستراتيجيات اللازمة لحفظ الأرواح وحقن الدماء»، مضيفة أن «الانهيارات الأمنية المتواصلة هي نتيجة حتمية لإخفاق المسؤولين في الإشراف على الملف».
من جهته، طالب رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي قادة الأجهزة الأمنية في بغداد والمحافظات بـ«تحمل مسؤولياتهم إزاء التفجيرات المتكررة التي تضرب المدن العراقية»، فيما اعتبر عضو التحالف الوطني المقرب من المجلس الأعلى الإسلامي في العراق النائب علي شبر أن الانفجارات تعد «انعكاساً للاضطرابات والخلافات السياسية في البلاد».
