فتح مدير الاستخبارات ونائب الرئيس والمرشح الرئاسي السابق في مصر اللواء عمر سليمان النار امس النار على جماعة الإخوان المسلمين، كاشفًا في تسجيل صوتي له عن طبيعة العلاقة بين الإخوان وجهاز الاستخبارات منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وحتى قيام ثورة 25 يناير، ومؤكدًا أن الجماعة كانت تدخل في مفاوضات مباشرة وتعقد اجتماعات من آن لآخر مع الاستخبارات.
وقال سليمان في تسجيل صوتي أذاعته فضائية «سي بي سي» المصرية امس إن علاقة جماعة الإخوان المسلمين مع جهاز الاستخبارات العامة مرت بثلاث مراحل. واستطرد ان المرحلة الأولى «بدات العام 1964 فور أن قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن يخرجهم من السجون ودمجهم في الحياة العامة ليكونوا مواطنين عاديين، إلا أن صلاح نصر، رئيس جهاز الاستخبارات آنذاك، كان لديه تخوف شديد من خروجهم من المعتقلات، وخاصة أن لديهم قضايا اغتيالات كثيرة».
واردف ان نصر «بدأ يراقب تحركاتهم عقب خروجهم من المعتقلات، واكتشف أن لديهم مخططات اغتيالات، منها اغتيال عبدالناصر نفسه، فضلا عن حوادث تفجيرات للمنشآت العامة ومحطات الكهرباء والمياه، فكان من الضروري أن يتم القبض عليهم وإعادتهم للمعتقلات مرة أخرى».
المرحلة الثانية
أما المرحلة الثانية من العلاقة بين الإخوان وجهاز الاستخبارات المصرية، بحسب سليمان، فكانت منذ العام 1991، وهو تاريخ دخول سليمان لجهاز الاستخبارات، «عندما قرر الرئيس السابق حسني مبارك مواجهة العناصر الإرهابية من تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية، وكان المهم خلال تلك المرحلة أن يتم احتضان الإخوان المسلمين، فتم الاتصال بهم وضمان حياديتهم».
وتابع: «حافظنا على الإخوان طيلة هذه الفترة ولم نقم بالقبض على أي شخص منهم طيلة فترة المواجهة مع الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد، وكنا على اتصال من وقت لآخر معهم حتى نحدد آلية تعاملهم مع الدولة ونواياهم، وكان حرصنا كجهاز استخبارات أن يشاركوا في الحياة السياسية والمجتمعية لمصلحة مصر ومصلحة المواطن المصري، إلا أننا كنا لا نريد الصبغة الدينية التي كانوا يريدونها، لكنهم لم يتخلوا يومًا عن فكرة القفز على السلطة؛ لذلك تعرّضوا لكثير من المهاجمات والاعتقالات».
المرحلة الثالثة
أما المرحلة الثالثة من العلاقة بين الطرفين، فكانت في أعقاب ثورة 25 يناير عندما استشارت الجماعة سليمان بشأن رغبتهم في تأسيس حزب سياسي، فأكد لهم موافقته على ذلك، إلا أنه شدد على انه «يجب أن يكون حزبًا فقط بدون جماعة،، وهو ما رفضه الإخوان المسلمون».
