تواصل مسلسل اعتداءات المستوطنين، تحت حراب قوات الاحتلال، امس، حيث اقتحمت القوات الاسرائيلية بلدة كفل حارس شرق سلفيت بالضفة الغربية المحتلة لتأمين زيارة قرابة ألفين من المستوطنين الى المقامات الإسلامية في القرية التي تدعي أنها أماكن دينية يهودية، في وقت هاجم عشرات المستوطنين منازل الفلسطينيين في الخليل واعتدوا بالضرب على سكانها، تزامنا مع هدم منزل مقدسي لإسكان مستوطنين بدلا منه وهدم مجموعة من مضارب عرب الجهالين في قرية الجيب شمال غربي القدس.
وأفاد شهود عيان أمس أن قوات الاحتلال نصبت الحواجز والخيام على مداخل قرية كفل حارس بالضفة الغربية من اجل تأمين دخول آلاف من المستوطنين، في حين اشارت تقارير الى ان «2000 مستوطن دخلوا الى البلدة تحت حراسة قوات الاحتلال». واعتلى هؤلاء أسطح المنازل بالقرب من المقامات، كما قام جنود الاحتلال بالتدقيق في هويات الفلسطينيين وقاموا باعتقال أحدهم، في حين دخلت البلدة مئات الحافلات التي تقل المستوطنين.
أما في الخليل، فهاجم عشرات من المستوطنين المدعومين بقوات الاحتلال منازل الفلسطينيين واعتدوا بالضرب على سكان تلك المنازل. وأفاد شهود أن المستوطنين قاموا بالاعتداء على شخصين فلسطينيين في منطقة خلة حاضور وجرى نقل أحدهما للمستشفى بعد إصابته بجروح بليغة.
وفي القدس المحتلة، أخلى موظفو دائرة الإجراء والشرطة الإسرائيلية عائلة فلسطينية مكونة من 11 شخصاً من بيتها في ضاحية بيت حنينا في شمال القدس الشرقية، في إطار مخطط لإقامة مستوطنة جديدة في قلب هذا الحي الفلسطيني.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الشرطة اعتقلت أب العائلة خالد النتشة بينما جلست الأم وأولادها خارج البيت خلال إخلائه من محتوياته. وبعد وقت قصير، دخلت مجموعة من المستوطنين اليهود إلى البيت. وأخلت دائرة الإجراء والشرطة الإسرائيلية البيت بأمر من المحكمة وبعد أن خسرت عائلة النتشة دعوى قضائية رفعها مستوطن يزعم أنه صاحب البيت بعد أن اشتراه في سبعينات القرن الماضي. وتعتزم جمعية استيطانية تطلق على نفسها اسم «صندوق أراضي إسرائيل» إقامة مستوطنة جديدة في بيت حنينا بعدما تم مؤخراً إخلاء عائلتين فلسطينيتين من بيتين آخرين قريبين من بيت عائلة النتشة.
وقال مدير الصندوق اليميني المتطرف أرييه كينيغ، الذي يقف وراء طرد العائلات الفلسطينية من بيوتها، في بيان صحفي إن «الصندوق يخطط لعمليات إخلاء عائلات فلسطينية أخرى خلال الشهور القريبة في حي بيت حنينا والشيخ جراح ».
هدم مضارب
وفي القدس أيضاً، هدمت جرافات تابعة لسلطات الاحتلال، مجموعة من مضارب عرب الجهالين في قرية الجيب شمال غربي القدس المحتلة. وقال شهود عيان إنه «وصل عدد المنشآت والبركسات التي هدمها الاحتلال أمس 13 منشأة تستخدم للسكن وأخرى للمواشي».
«نجوم شارون»
من جانب آخر، حذر مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي، من إنه في حال إضفاء الصبغة القانونية الإسرائيلية على البؤر الاستيطانية الثلاث: «بروخين، راحليم، وسنسه» يكون مخطط شارون الشهير بــ «النجوم» والذي يستهدف إزالة الخط الأخضر ومصادرة المزيد من أراضي الضفة «قد نُفذ».
وأوضح التفكجي في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» أن البؤرة الاستيطانية «سنسه» مقامة على أراضي بلدة الظاهرية في الجزء الجنوبي من مدينة الخليل إلى الشمال من بئر السبع، فيما أقيمت البؤرة «راحليم» على أراضي بلدة يتما جنوب شرق مدينة نابلس، أما «بروخين» فهي مقامة على أراضي بلدة بروقين بمحافظة سلفيت.
إصابة واعتقالات
أصيبت فلسطينية بجروح أمس برصاص أطلقه الجيش الإسرائيلي شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال 13 فلسطينياً من مناطق متفرقة في الضفة. وقال مصدر طبي فلسطيني إن «ريناد سالم قديح أصيبت بعيار ناري سطحي في الرأس إثر قيام القوات الإسرائيلية المنتشرة على الأطراف الشرقية لخان يونس بإطلاق الرصاص تجاه مجموعة من المواطنين والمزارعين الذين كانوا يعملون في أراضيهم المحاذية للسياج الأمني». وذكر سكان محليون إن قديح كانت تقوم بحصد الشعير من أرض زراعية تبعد كيلومتراً واحداً من الشريط الحدودي عندما أصيبت برصاصة سطحية في الرأس وجرى نقلها لمشفى محلي.
