كشف دبلوماسيون أمس أن مجلس الامن بحث في امكانية فرض عقوبات على السودان ودولة جنوب السودان بهدف إبعاد شبح حرب مفتوحة بين البلدين، اللذين واصلا اشتباكاتهما في المناطق الحدودية، متمددة هذه المرة إلى مناطق جديدة، حيث سقط 22 قتيلاً فيها، في حين دعت منظمة المؤتمر الإسلامي جوبا الانسحاب من هجليج، تزامناً مع مطالب الاتحاد الإفريقي الطرفين الانسحاب من أبيي.

وأكد دبلوماسيون أمس أن مجلس الأمن بحث خلال اجتماع الليلة قبل الماضية «إمكانية فرض عقوبات على السودان ودولة جنوب السودان، بهدف إبعاد شبح حرب مفتوحة بين البلدين».

وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس إن «الدول الــ 15 الأعضاء في مجلس الأمن طلبت مجددا انسحاب قوات جنوب السودان من منطقة هجليج النفطية الشمالية وكف السودان عن قصفه الجوي لأراضي الجنوب»، مشيرة إلى أن «المجلس ناقش وسائل تعزيز تأثير المجلس للضغط من أجل القيام بهذه الخطوات بما في ذلك إمكانية فرض عقوبات».

 

موفد أميركي

على الصعيد ذاته، ابتعثت الولايات المتحدة موفداً الى السودان من أجل تهدئة التوتر المتصاعد بين الخرطوم وجوبا. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية هو مارك تونر إن «الموفد الأميركي إلى السودان وجنوب السودان برينستون ليمان سيصل إلى الخرطوم بعد أن التقى رئيس جنوب السودان سلفاكير في جوبا. وأشار تونر إلى أن «ليمان سوف يوجه في السودان نفس الرسالة التي وجهها في جنوب السودان ومفادها «نحن بحاجة لوقف العنف فورا وبدون شروط ، وأن يعود الطرفان إلى طاولة المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي».

 

قتلى اشتباكات

ميدانياً، قتل 22 جندياً في اشتباكات بين قوات السودان وقوات جنوب السودان مع تمدد القتال بين الطرفين إلى مناطق جديدة على حدود البلدين المتوترة بفعل التصعيد العسكري.

وقال الناطق باسم حكومة جنوب السودان برنابا ماريال بنيامين إن القتال اندلع بالقرب من بلدة ميرام قرب الحدود السودانية مع منطقة جنوب كردفان وولاية شمال بحر الغزال في الجنوب، مشيراً إلى أن «القتال اندلع إثر إطلاق جندي سوداني النار على جندي جنوبي نزل إلى النهر للحصول على الماء». وأضاف بنيامين إن «15 من القتلى تابعون للجيش السوداني، فيما ينتمي السبعة المتبقين إلى قوات الجنوب».

 

مطالب «الإسلامي»

وأثار النزاع بين البلدين قلق منظمة التعاون الإسلامي، إذ طالب أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلى، حكومة دولة جنوب السودان «سحب قواتها فورا ودون شروط من منطقة هجليج، والاستجابة للمطالب الدولية بالانسحاب من المنطقة».

ووصف أوغلي دخول قوات الجنوب منطقة هجليج بــ « الانتهاك الصارخ لسيادة السودان»، مؤكدا أن «المنظمة ستجري اتصالاتها مع المنظمات الدولية والإقليمية لحث دولة الجنوب على الانسحاب من هجليج، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات«.

 

حفظ سلام مصري

غادرت مطار القاهرة أمس طائرة حربية تُقل 65 ضابطاً وجندياً مصرياً متوجهة إلى السودان، للمشاركة في مهمة حفظ السلام في إقليم دارفور غرب السودان.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، عن مصادر أمنية في مطار القاهرة القول: إن «الضباط والجنود المصريين غادروا على متن طائرة عسكرية مصرية ، خاصة إلى مطار الفاشر في دارفور حيث اصطحبوا معهم كمية كبيرة من الأدوية لمواجهة بعض الأمراض والأوبئة المتوطنة في الإقليم، خاصة مرض الملاريا والحمى الصفراء».

موضحة أن «المشاركة المصرية في مهمة حفظ السلام في دارفور، تأتي بعد جهود واتصالات مصرية مكثفة بين دولتي شمال السودان وجنوبه لحل الأزمة المتفجرة بينهما، بعد اعتداء الجنوب على منطقة هجليج الحدودية».