شهدت بلدة عرّابة الفلسطينية في جنين بالضفة الغربية المحتلة عرساً جماهيرياً كبيراً الليلة قبل الماضية شارك فيه الآلاف الذين استقبلوا الأسير خضر عدنان الذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال بعد إضراب عن الطعام استمر 66 يوماً، في وقت كشفت وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن إدارة السجون الإسرائيلية فرضت إجراءات مشددة على ما يقارب 1600 أسير فلسطيني شرعوا في إضراب مفتوح عن الطعام بهدف كسر شوكة معركة «الأمعاء الخالية» التي يخوضها الأسرى.
وقال عدنان في كلمة وجهها إلى آلاف الفلسطينيين الذين كانوا بانتظاره أمام خيمة الاعتصام التي أقيمت في بلدته عرابة امس: «لقد اختطفني الاحتلال من منزلي في الظلام وأعادني في الظلام، واليوم، أخبروني بنقلي من معتقل لآخر، ورفضت أن يتم تقييد حركتي، وأردت أن أقابل أهلي وأحبابي وأنا حر».
وبخصوص الإضراب المفتوح عن الطعام الذي شرع فيه 1600 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، قال عدنان إن الأسرى «أقسموا عهد الوفاء على ألا يتراجعوا في هذا الاضراب الاستراتيجي».
وتابع: «أقول للصليب الأحمر ليحضر أطقمه الطبية، وأقول للعالم: أهل فلسطين ينتفضون ضد الاعتقالات في الضفة الغربية. أين أنتم أيها الصامتون؟».
وخاض عدنان إضراباً عن الطعام استمر 66 يوماً، وكاد أن يودي بحياته قبل التوصل لاتفاق مع اسرائيل يقضي بالإفراج عنه بعد انتهاء فترة حكمه الاداري البالغة أربعة أشهر دون تجديدها.
تشديد إجراءات
إلى ذلك، أفاد تقرير عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن إدارة سجون الاحتلال بدأت بتطبيق إجراءات مشددة على ما يقارب 1600 أسير فلسطيني شرعوا بإضراب مفتوح عن الطعام مطالبين بتحسين شروط الحياة الإنسانية والمعيشية لهم وإنهاء كافة الإجراءات والقوانين الجائرة التي طبقت بحقهم منذ عدة سنوات. وقال التقرير إن «إدارة السجون قامت بعزل الأسرى المضربين في أقسام وغرف منفردة، وقطعت الكهرباء عنهم، وسحبت كافة الأجهزة الكهربائية بما فيها أجهزة التلفاز لمنع تواصلهم مع الأحداث الخارجية، ومنعت إدخال الصحف إليهم».
وقالت الوزارة: «هددت إدارة السجن بعمل تنقلات في صفوف المضربين وزج عدد منهم في زنازين انفرادية وحرمان المضربين من زيارات عائلاتهم ولقاء المحامين وإغلاق مرافق العمل عنهم كالمغسلة والمطبخ». وتابعت أن «هذه الإجراءات هدفها كسر شوكة المضربين وإفشال هذه الخطوة النضالية في معركة الأمعاء الخاوية».
حديث فياض
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في تصريحات عبر الإذاعات المحلية الفلسطينية: «أحيا أبناء شعبنا فعاليات يوم الأسير الفلسطيني الذي أصبح على مدار اعوام الاحتلال يوماً لمواجهة سياسته القمعية ويوماً وطنياً وعالمياً لمناصرة أسرى الحرية .
ويأتي في وقت يواصل فيه المئات من أسرى الحرية الاضراب عن الطعام احتجاجا على الظروف اللإنسانية التي تفرضها ادارة السجون الاسرائيلية ضدهم».
وأكد فياض أن قضية الأسرى هي قضية إجماع وطني، ما يستدعي الحفاظ على هذه الوحدة وتعزيزها من خلال تعميق وحدة الحركة الأسيرة وعدم السماح لأي مظاهر فئوية أن تتسرب إليها.
وأكد رئيس الوزراء أن عنوان عمل السلطة الوطنية في هذه المرحلة هو الاستمرار في حث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته وإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها بحق الأسرى.
مؤبد 67 مرة
أكد الأسير عبدالله البرغوثي من عزله في سجن الرملة أنه مستمر في إضرابه عن الطعام حتى يحقق مطالبه المتمثلة بإنهاء عزله، والسماح لعائلته في الأردن والضفة بزيارته.
وقال البرغوثي الذي صدر بحقه أطول حكم عسكري عبر 67 حكم سجن مؤبد بحقه، إنه يعاني من البرد والصداع الشديدين بعد سبعة أيام من إضرابه عن الطعام، إلا أن معنوياته عالية، وقال خلال حديثه لمحاميه: «إما أن أذهب من القبر إلى القبر، أو يتم إنهاء عزله الانفرادي».
وأضاف أنه «ومنذ اللحظة الأولى لإعلانه الإضراب عن الطعام قامت إدارة السجون بنقله من زنزانته إلى زنزانة أخرى مجردة من أي احتياجات له، فهي تحتوي فقط على سرير إسمنتي، وعليها فرشة رقيقة جدا، وبطانية واحدة، ويضطر لاستخدام حذائه كوسادة للنوم، كما أن إدارة السجن بدأت بجولات يومية لثنيه عن مواصلة الإضراب».
