وجهت مجموعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون دانت فيها زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود أحمدي نجاد الاسبوع الماضي إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية التي تحتلها إيران منذ العام 1971، فيما طالبت إنهاء احتلال إيران جزر الإمارات الثلاث أبوموسى و طنب الكبرى وطنب الصغرى، في وقت طالبت الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية طهران بالاستجابة بإيجابية لطلب دولة الإمارات العربية المتحدة حل قضية الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث عبر المفاوضات المباشرة أو محكمة العدل الدولية، وسط ادانة البرلمان العربي ومجلس النواب اليمني التصعيد الايراني.
ووجه الرسالة إلى كي مون نيابة عن المجموعة التي اتخذت قرار الإدانة خلال اجتماعها مؤخرا رئيسها خلال شهر أبريل الجاري السفير أحمد عبدالرحمن الجرمن مندوب الدولة الدائم لدى الأمم المتحدة.
وأعربت الرسالة عن قلق مجموعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة البالغ إزاء زيارة نجاد باعتبارها أول زيارة لمسؤول إيراني على هذا المستوى، مؤكدة أن الزيارة تعد انتهاكا صارخا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي بجانب كونها تصعيدا خطيرا وخطوة استفزازية إضافية للإجراءات الأخرى غير القانونية التي اتخذتها إيران في الجزر الثلاث بهدف فرض أمر واقع بالقوة تكريسا لاحتلالها الجزر.
وأوضحت الرسالة أن قرار المجموعة العربية يأتي وفقا لقرارات جامعة الدول العربية الرافضة لإحتلال الجمهورية الإسلامية الإيرانية للجزرالعربية الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، مطالبة بإنهاء احتلالها. وجددت الرسالة تأييد دول المجموعة العربية المطلق للسيادة الكاملة لدولة الإمارات العربية على جزرها الثلاث بجانب تأييدها كافة الإجراءات والوسائل السلمية التي اتخذتها حكومة الدولة لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة بما فيها مبادرتها الداعية إلى حل قضية الجزر بالمفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
كما شددت الرسالة على ضرورة امتناع إيران عن تكرار مثل هذه الأعمال أحادية الجانب التي لا تساعد على بناء الثقة بل تعزز حالة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، فضلا عن أهمية و ضرورة إبداء حسن نواياها الصادقة تجاه ما تعلنه عن رغبتها في تحسين علاقاتها بالدول العربية. وطالبت الرسالة إيران أن تتخذ كل ما يلزم من خطوات إيجابية ملموسة تستجيب للمساعي الجادة المخلصة التي بذلتها ولا تزال تبذلها دولة الإمارات بدعم من جامعة الدول العربية، وصولا إلى حل عادل ودائم لقضية احتلال الجزر الإماراتية وفقا للأعراف والمواثيق الدولية وبما يكفل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين إيران والدول العربية.
تضامن كويتي
من جهته، اكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وقوف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وتضامنها مع الامارات في قضية سيادتها على الجزر الثلاث المحتلة. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن الشيخ صباح الخالد اثر ختام الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تأكيده على ان السبيل الوحيد لحل كافة القضايا العالقة مع ايران هي المفاوضات.
ونبه الى أحقية دولة الامارات بجزرها الثلاث، مبينا ان حل تلك القضية يتم من خلال المفاوضات مع ايران او التحكيم الدولي، ومشيرا الى ان هذا موقف خليجي واضح. وجدد الشيخ صباح الخالد تأكيد دول مجلس التعاون الخليجي على مبدأ حسن الجوار مع ايران والاحترام المتبادل، معربا عن أمله بان يكون هذا التوجه لدى ايران ايضا تجاه دول مجلس التعاون الخليجي. واوضح ان المجلس الوزاري الخليجي استنكر زيارة الرئيس الايراني الى جزيرة ابو موسى حيث كان هناك استماع مستفيض قدمه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية حول تلك القضية وتم اصدار بيان خلال الاجتماع حول ذلك الموضوع الذي يهم دول المجلس.
إدانة يمنية
كما أدان مجلس النواب اليمني زيارة الرئيس الإيراني، معتبرا الزيارة «استفزازا لمشاعر الشعوب العربية والجهود الخيرة الرامية إلى حل الخلاف بالطرق السلمية». وأكد مجلس النواب اليمني في بيان على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران.
انتقاد أميركي
بدورها، طالبت الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية إيران بالاستجابة بإيجابية لطلب دولة الإمارات العربية المتحدة حل قضية الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث عبر المفاوضات المباشرة أو محكمة العدل الدولية، مشددة على أن زيارة نجاد إلى جزر أبو موسى تعقّد جهود تسوية القضية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر في تصريحات صحافية إن «الولايات المتحدة تجدد دعمها لحل سلمي بين الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى». وأشار إلى أن واشنطن «تقدّر جهود الإمارات في هذا المجال وتحضّ إيران على الإستجابة بإيجابية للمبادرة الإماراتية لحل المسألة عبر المفاوضات المباشرة أو محكمة العدل الدولية».
وقال تونر إن «تصرفات مثل زيارة الرئيس الإيراني في 11 أبريل إلى جزيرة أبو موسى من شأنها فقط أن تعقّد الجهود الرامية إلى تسوية القضية».
الدقباسي: البرلمان العربي يدعم موقف «التعاون»
قال رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسى ان البيان الذي صدر عن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى الذي عقد أول من أمس في الدوحة لمناقشة تداعيات زيارة الرئيس الايرانى محمود أحمدي نجاد لجزيرة ابوموسى المحتلة «يعبر عن الموقف العربي الرسمي من قضية الجزر واستنكاره لهذه الزيارة»، لافتا الى ان هذا الموقف «يدعمه البرلمان العربي».
وجدد الدقباسي في تصريح مطالبته إيران «وقف استفزازها فيما يتعلق بموضوع الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها ايران». وأكد الدقباسي «استنكار» البرلمان العربي للتصريحات التي أدلى بها كل من وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي وأمين مجمع تشخيص النظام في إيران محسن رضائي.
وشدد الدقباسي على «رفض ما تضمنته تصريحات صالحي ورضائي جملة وتفصيلا»، موضحا أنه «في الوقت الذي تتعامل به دول الخليج العربي وخصوصا دولة الإمارات العربية المتحدة مع موضوع الجزر الاماراتية المحتلة بشكل إيجابي وعقلاني وبأسلوب حضاري محترم، يأتي الجانب الإيراني ويمارس أسلوبا مرفوضا يندرج في إطار الاستفزاز». واتهم إيران بـ«محاولة تحويل الأنظار عن استيلائها بالقوة على أراضي الغير من خلال إطلاق تصريحات وتهديدات غير مسؤولة»، مؤكدا أن هذا «لا يستند إلى الأسلوب الحضاري والمحترم في التعامل مع الجيران».
