بدأ نحو 3600 أسير فلسطيني في المعتقلات الإسرائيلية إضرابا عن الطعام صباح امس، تزامنا مع إحياء الفلسطينيين الذكرى السنوية ليوم الأسير بتظاهرات تخللها اشتباكات مع الاحتلال ومهرجانات بالضفة الغربية وقطاع غزة، في حين أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن قرب توجّه السلطة الفلسطينية للأمم المتحدة من جديد لنيل الاعتراف بالدولة، مطالباً بتطبيق بنود اتفاقية جنيف الرابعة على الأرض الفلسطينية المحتلة بكافة جوانبها ولا سيما في ما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين ليتم التعامل معهم كأسرى حرب.
وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» بأن حوالي 2300 أسير فلسطيني أعادوا وجبة الفطور صباح امس احتجاجا على الممارسات الإسرائيلية ضدهم، وأن 1300 آخرين أعلنوا إضرابهم عن الطعام بمناسبة «يوم الأسير».
وقالت منظمة حقوق الإنسان الفلسطينية (أدمير) إنه يتوقع أن تنضم مجموعة من الأسرى الفلسطينيين في سجني عوفر ومجيدو إلى الإضراب عن الطعام خلال الأسبوع المقبل. كما ذكرت تقارير اعلامية ان 13 متضامنا اجنبيا منهم ثماني نساء اعلنوا اضرابهم عن الطعام في معتقلات الاحتلال تضامنا مع الاسرى الفلسطينيين.
وأعلن الأسرى أن إضرابهم عن الطعام يأتي احتجاجا على الممارسات الإسرائيلية ضدهم، ويطالبون بإلغاء سياسة زج أسرى في زنازين العزل الانفرادي، وإلغاء العقوبات التي تم فرضها عليهم قبل صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس وشملت منع عائلاتهم في قطاع غزة من زيارتهم، وتخفيف شروط زيارة عائلات الأسرى من الضفة ومنع الأسرى من الدراسة الأكاديمية وتبادل الكتب وإلغاء العقوبات الجماعية، وإلغاء سياسة الاعتقال الإداري.
مواجهات
وتزامن إضراب الأسرى مع إحياء الذكرى السنوية ليوم الأسير وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني في أول عملية تبادل بين الفلسطينيين وإسرائيل العام 1974. وشارك آلاف الفلسطينيين في تظاهرات ومسيرات وفعاليات بالضفة الغربية وقطاع غزة تضامناً مع الأسرى.
وشهد محيط سجن عوفر غرب رام الله وسط الضفة مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية بعدما وصلت مسيرة تضامنية مع الأسرى. واستخدمت القوات الإسرائيلية القنابل المسيلة للدموع والأعيرة المطاطية والمياة العادمة في مواجهة الشبان الفلسطينيين الذين رشقوها بالحجارة، ما تسبب بإصابة العشرات من الفلسطينيين بحالات اختناق.
وفي رام الله، شارك المئات في مهرجان إحياء يوم الأسير الفلسطيني، نظمته الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى طالب خلاله المشاركون بضرورة رص الصفوف والوقوف إلى جانب الأسرى الذين يعيشون واقعا صعبا داخل سجون الاحتلال.
مسيرة تضامن
وفي غزة، شارك الآلاف في مسيرة حاشدة بمشاركة مختلف الفصائل الفلسطينية. وحمّل النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، معتبراً هذا اليوم «يوماً تاريخياً في تاريخ القضية الفلسطينية.. ويعتبر بداية الانتفاضة الثالثة لتحرير الأسرى». كما اعلن، عن إطلاق النداء الدولي الأضخم «عطشى الحرية» لدعم مطالب الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية، بدعمٍ من 320 منظمة حقوقية دولية ومحلية.
على باب الأمم المتحدة
الى ذلك، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة لمناسبة يوم الأسير نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: «سنعود لندق باب الأمم المتحدة من جديد للاعتراف بدولة فلسطين على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، فأرضنا ليست متنازعا عليها بل هي حقنا، التي لا بد أن نبني عليها دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس».
أسرى حرب
وطالب عباس بتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة على الأسرى في السجون الإسرائيلية، وقال: «سنتوجه للدولة الراعية لاتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين زمن الحرب، لنطالب بتطبيق بنود الاتفاقية على الأرض الفلسطينية المحتلة من كافة جوانبها ولا سيما في ما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين». وأضاف «سنطالب بتطبيق الاتفاقية على أسرانا ليعاملوا كأسرى حرب، ولكي ينالوا كافة الحقوق الإنسانية لأسرى الحرب طبقا لروح ونص الاتفاقية، وللقانون الدولي الإنساني، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولكافة المواثيق والشرائع التي تقضي بعودتكم لأهلكم وأسركم وذويكم سالمين».
وتعهد بالعمل من أجل تحرير الأسرى، ودعاهم الى أن «يحافظوا على وحدة الحركة الأسيرة داخل السجون، لأن المستفيد الوحيد من الانقسام الفلسطيني هو إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال».
