ثمة العديد من اللاجئين السوريين لا يحدوهم الأمل كثيراً في أن يستمر اتفاق وقف إطلاق النار بين قوات الحكومة السورية والمعارضة، الذي تم بوساطة من جانب الأمم المتحدة، حتى مع توجه فريق من مراقبي السلام الدوليين إلى البلاد.

ويقول أبو سامر، الذي فر من مدينة حمص يوم الخميس الماضي مع زوجته وأبنائه الأربعة ولا يصطحبون معهم سوى الملابس التي يرتدونها: «ليس هناك وقف لإطلاق النار ولم يكن هناك مطلقا مثل هذا الاتفاق». وتشارك تلك الأسرة حاليا في شقة من غرفتين في مدينة الرمثا الأردنية على الحدود مع سورية.

ويشارك أبوسامر في شكوكه العديد من اللاجئين السوريين الذين يشيرون إلى فشل بعثة مراقبي جامعة الدول العربية المؤلفة من 100 عضو التي انسحبت في يناير بسبب تصاعد أعمال العنف.

ويقول أحمد حمدان، الذي وصل إلى الأردن السبت الماضي لتلقي العلاج الطبي: «لم يستطع أكثر من 100 مراقب التحقق من الجرائم التي يشاهدها العالم بأسره على التلفزيون والإنترنت، كيف إذن لفريق من 30 شخصاً فعل أي شيء أفضل؟».

وفر خالد (42 عاما) من حمص مع زوجته وثمانية أبناء الأسبوع الماضي، وذلك عبر الحدود مشددة الحراسة بعدما تفادى عشرات من نقاط التفتيش والدوريات العسكرية.

 

دبابات ونقاط تفتيش

ويقول خالد: «هناك عشرات الدبابات ومئات من نقاط التفتيش ومئات الدوريات ... كل من يقول لكم إن قوات الجيش انسحبت من حمص أو درعا إما أنه كاذب أو أحمق».

ومن جانبه يؤكد أبو حسن (52 عاما) إنه اضطر إلى الفرار من درعا بعدما تلقى تهديدات بالقتل من رجال مسلحين بسبب مشاركة ابنه في مظاهرة مضادة للحكومة. وهو واحد من 500 مدني تمت حراستهم إلى الأردن من جانب «الجيش السوري الحر» المعارض. وأضاف: «حتى لو انسحب الجيش من مدينة أو قرية، لا يزال الشبيحة موجودين ويقومون بإتمام العمل».

 

(