استمر التصعيد عنواناً للعلاقات بين الطرفين السودان وجنود السودان امس، حيث اعلنت جوبا انها صدت الهجوم الذي كانت تحدثت عنه الخرطوم لاستعادة حقل هجليج النفطي، في وقت تجدد قصف القوات السودانية على ولاية الوحدة في جنوب السودان مخلفا ستة قتلى، وسط تكثيف للمساعي المصرية لحلحلة الخلافات بين الجانبين.

واكد الناطق باسم جيش جنوب السودان الكولونيل فيليب اغوير في تصريحات لوكالة «فرانس برس» امس ان جيش الجنوب «لايزال يسيطر على هجليج رغم من هجوم شنته الخرطوم لاستعادة المنطقة النفطية الواقعة على الحدود بين الدولتين».

وقال اغوير ان قوات جنوب السودان «صدت عناصر للجيش السوداني في قرية كيليت التي تبعد حوالي 40 كيلومترا عن هجليج» التي كانت تسيطر عليها الخرطوم وتطالب بها جوبا. وذكر ان «معارك جرت في فترة الظهر بين دورياتهم والجيش الشعبي لتحرير السودان على بعد 42 كيلومترا عن هجليج»، موضحا ان جيش الجنوب «دمر دبابتين للجيش السوداني». واضاف ان «الجيش الشعبي لتحرير السودان ما زال يسيطر على هجليج».

 

تجدد القصف

وأكد اغوير من جهة أخرى ان الخرطوم «قصفت المناطق الحدودية في جاو وباناكواش في ولاية الوحدة شمال اراضي جنوب السودان، فضلا عن بنتيو عاصمة ولاية الوحدة». وفي اتصال هاتفي من بنتيو، اكد الناطق باسم سلطات الولاية جدعون غافتان عمليات القصف الجوي السودانية. وقال لوكالة «فرانس برس» ان «مناطق شمال ولاية الوحدة ما زالت مستهدفة بطائرات انطونوف لكن ليس لدينا اي اخبار من الجبهة».

واضاف: «لا معلومات جديدة لدينا عن الوضع بين هجليج وكيليت لكن كل هذه المناطق تتعرض للقصف». ولم ترد اي تفاصيل عن مواقع الجيشين. وافادت مصادر ان ستة اشخاص، هم خمسة مدنيين وجندي من قوات جنوب السودان، لقوا حتفهم بالقصف الذي دمر جسرا.

وافاد وزير الاعلام في جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين في تصريحات لوكالة «رويترز»: «حاولوا مهاجمة مواقعنا على بعد نحو 40 ميلا شمال هجليج إلا أنه تم احتواء الوضع. هجليج لاتزال تحت سيطرتنا»

 

جهود مصرية

في هذه الأثناء، واصلت مصر جهودها الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة بين الطرفين. وأجرى وزير الخارجية المصري محمد عمرو اتصالا هاتفيا مع وزير خارجية جنوب السودان نيال دينق نيال للوقوف على تطورات الوضع الراهن بين السودان وجنوب السودان.

وذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية إن عمرو أعرب عن «القلق» تجاه التوتر الحالي بين الخرطوم وجوبا، مؤكدا على «ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف العمليات العسكرية واحترام الاتفاقات المبرمة بين الجانبين واستئناف المفاوضات للتوصل إلى حلول للقضايا العالقة محل الخلاف». كما أكد وزير الخارجية المصري استعداد بلاده لـ«بذل مساعيها والقيام بدور في تحقيق التهدئة بين الطرفين».

واتفق عمرو مع نيال على معاودة الاتصال فور عودته إلى جوبا غدا الاثنين، بهدف بحث سبل تقريب وجهات النظر بين الطرفين وتمهيد الأجواء لاستئناف المفاوضات.

 

.. وتقدير سوداني

من جانبه ، أعرب وزير خارجية جنوب السودان عن تقديره للمسعى المصري وترحيبه به. يشار إلى أن وزير الخارجية المصري أجرى اتصالا مع وزير خارجية السودان علي كرتى لنفس الغرض، كما يجري اتصالات بنظرائه بالدول الإقليمية المعنية في إطار تنسيق الجهود لوقف التصعيد وإعادة الطرفين إلى مائدة المفاوضات.