فضّل النظام السوري أمس اغتيال «الهدنة» المفترضة التي دخلت حيز التنفيذ قبل ثلاثة أيام على رؤية خروج مدينة حلب عن القبضة الأمنية الصارمة، حيث قتل عشرة متظاهرين برصاص القوات الموالية للنظام خلال تشييع ضخم لأحد قتلى المعارضة، فيما انهمرت القذائف على الأحياء القديمة لمدينة حمص وسط توسع حملات الاعتقال في مناطق أخرى تفادياً من النظام للقتل المباشر في الشارع.

وقال ناشطون ولجان حقوقية إن 21 قتيلاً سقطوا أمس برصاص القوات الموالية للنظام، وبينما تضارب عدد القتلى في حلب بين خمسة بحسب لجان التنسيق المحلية وعشرة بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة، بلغ قتلى حمص تسعة أشخاص، بالإضافة إلى قتيل في كل من إدلب وريف دمشق.

 

استهداف حلب

وفي مشهد غير مألوف، سقط عشرة قتلى في مدينة حلب، من بينهم طفل وامرأة، خلال تشييع قتيل سقط أول من أمس في حي الإذاعة بوسط المدينة، بحسب ما ذكره «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» التي أفادت أيضاً بإصابة 30 متظاهراً بالرصاص، فيما وثقت لجان التنسيق خمسة قتلى.

وقال ناشطون إن عناصر موالين للنظام برفقة ميليشيا «الشبيحة» قاموا بمحاصرة المشافي في المنطقة للبحث عن الجرحى.

وبث ناشطون مقاطع مصورة للتشييع تبين خلالها إطلاق نار كثيف من عناصر الأمن باتجاه المتظاهرين. وانطلقت تظاهرات في كل من أحياء سيف الدولة والسكري وصلاح الدين والصاخور في محاولة للتخفيف من كثافة التعزيزات الأمنية التي توجهت إلى حي الإذاعة بحسب لجان التنسيق.

 

قصف على حمص

وفي السياق، أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن احياء في مدينة حمص تعرضت لقصف من القوات النظامية استمر قرابة ساعة. وقال المرصد في بيان: «تعرضت أحياء جورة الشياح والقرابيص لقصف من قبل القوات النظامية السورية استمر لمدة ساعة».

مشيراً إلى أنه لم يسجل سقوط إصابات. وقال الناشط كرم أبوربيع لوكالة «فرانس برس» إن حي القرابيص «تعرض على فترات متقطعة لقصف باستخدام مدفعية الدبابات وقذائف الهاون». وأضاف أن ست قذائف هاون «سقطت أيضاً على مناطق حمص القديمة».

 

معاقبة ريف دمشق

وفي محافظة ريف دمشق، قتل مواطن وأصيب آخرون بجراح اثر اطلاق القوات النظامية النار على سيارة كان على متنها مطلوبون للأمن السوري في مدينة الضمير، بحسب المرصد.. في وقت تنفذ قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في المدينة.