يتسع الحراك الشبابي في العاصمة السورية دمشق شيئاً فشيئاً، مع تمدد حملة «أوقِفوا القتْل» فيها، حيث أعلن «تجمع نبض للشباب المدني السوري» أن أكثر من مئتي شاب وفتاة احتشدوا أمس أمام البرلمان السوري في العاصمة دمشق ليرفعوا لافتة: «أوقِفوا القتْل.. نريد أن نبني وطناً لكل السوريين».
وأفاد موقع «سيريا بوليتيك» السوري الإخباري المستقل نقلاً عن التجمع: «اتفق الشباب على عدم تقطيع الطريق وعرقلة حركة المرور أو استفزاز الأمن، وما أن أشعلنا شمعتين لا أكثر بدأت جحافل الشبيحة بتهديدنا بالتفرق».
وقال التجمع: «لم نحتك معهم، فقاموا بالهجوم وضربنا وبالهتاف الله سوريا بشار وبس، وعندها قامت إحدى الثائرات بالوقوف بالطريق بعد اعتقال عدد من الصبايا وصرخت حرية».
وتابع: «عندها بدأنا بهتافنا الله.. سوريا.. حرية وبس، فقامت قوات أمنية وشبيحة بلباس مدني باعتقال وضرْب الشباب والصبايا بالشارع، وذلك بالعصي والهراوات، وتم ضرب الصبايا، وسُمعت صرخاتهن أمام مقهى الروضة».
قمع شرس
من جانب آخر، نقل موقع «كلنا شركاء» أن عناصر أمنية سارعت إلى مهاجمة المعتصمين بشراسة، واعتقلت حوالي مئة شخص منهم، واقتيد منهم حوالي 42 شخص إلى قسم شرطة حي عرنوس والدماء تسيل من بعضهم بغزارة، ومن بينهم نساء كبيرات في السن.
ونقل الموقع عن مصدر مقرب من القائمين على الاعتصام، أن هناك جرحى كثر، حيث لوحظت آثار الدماء. وأضاف المصدر أن عناصر من فرع الأمن السياسي والداخلي وأمن الدولة قدمت إلى قسم شرطة عرنوس واقتادت كل منها مجموعة من المعتقلين إلى جهة مجهولة، عُرف منهم حتى الآن فاتن أبو فارس، ولينا محمد، وبسام صياغة، وابنة المفكر السوري طيب تيزيني.
مناشدات للإفراج
وناشد المصدر الهيئات المعنية بالتدخل الفوري لإطلاق سراحهم، لا سيما الجرحى والمصابين منهم، وإسعافهم إلى المشفى. وختم المصدر بالقول: «يبدو أن النظام السوري بات مرعوباً من حركة أوقفوا القتل التي بدأت تتسع وتأخذ أشكالاً مختلفة، حيث ضربها بعنف وقسوة ليضع حداً لها قبل أن يستفحل أمرها، فهو يخشى الحركات السلمية أكثر بكثير من المسلحة». وكانت حملة «أوقفوا القتل» بدأت على يد الشابة ريما الدالي منذ بضعة أيام، عندما رفعت لافتة في وسط الشارع مقابل مبنى مجلس الشعب، البرلمان، كُتب عليها أيضاً عبارة «أوقفوا القتل»، وسط تصفيق زملائها وزميلاتها ومن المارة.
وتبعها في اليوم الثاني إقدام مجموعة من الشباب برفع لافتات بنفس المضمون أمام القصر العدلي بدمشق، وتم اعتقال شابين، هما علي زين وحسام الدهنة. وأول أمس، قامت مجموعة من الشابات والشباب بالاعتصام في المجمع التجاري «تاون سنتر» بحي كفرسوسة، ما دفع عناصر الأمن إلى اعتقال كل من ساشا أيوب، ولين شاكر، ومحمد عبد الله، وسيلينا أباظة، لعدة ساعات، حيث أُفرج عنهم بعد منتصف الليل. ولا تزال الحملة مستمرة، وفي اتساع ملحوظ، رغم ممارسات القمع والاعتقال والضرب التي تمارسها القوى الأمنية بحق المشاركين فيها.
