عاد شبح الحرب ليلوح في الافق بقوة امس بين دولتي السودان، عقب دخول قوات الجنوب منطقة هغليغ النفطية، حيث أكدت جوبا على لسان رئيسها سلفاكير ميارديت رفض الانسحاب من المنطقة، مهددا بالزحف على منطقة ابيي المتنازع عليها، ليأتي الرد سريعا من الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي قال ان خصمه اختار طريق الحرب «تنفيذا لأجندات خارجية»، في وقت دعا مجلس الأمن طرفي الصراع وقف المعارك واستئناف المفاوضات، فيما أعربت واشنطن عن بالغ ازعاجها من تصاعد العنف.
وقال سالفا كير في تصريحات أمس إنه «لن يأمر الجيش بالانسحاب من منطقة هغليغ النفطية المتنازع عليها، رافضا في الوقت نفسه «الدعوات الدولية بهذا المعنى».
وأكد أنه «أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه سيرسل جيش جنوب السودان إلى منطقة ابيي المتنازع عليها، حال لم تنجح الأمم المتحدة في إخلائها من القوات السودانية».
أجندة خارجية
وفي رد الخرطوم على تصريحات جوبا، قال البشير إن «جنوب السودان اختار الحرب تنفيذا لأجندة خارجية»، مردفاً بالقول :«إخواننا في جنوب السودان اختاروا طريق الحرب تنفيذا لأجندات خارجية لجهات كانت تدعمهم أثناء الحرب الأهلية»، مضيفاً أن «الحرب ليست في مصلحة جنوب السودان أو السودان وللأسف إخواننا في الجنوب لا يفكرون في مصلحة السودان أو جنوب السودان»
اتهامات بالقصف
واتهمت جوبا جارتها الخرطوم بقصف مدينة بنتيو في ولاية الوحدة الغنية بالنفط والقريبة من حدودها مع الشمال، مشيرة إلى أن «قوات السودان ألقت قنابل على بنتيو في عملية استهدفت جسراً في المدينة».
وقال نائب وزير الاعلام ادم ياك ادم لـوكالة «فرانس برس»، إن «خمس قنابل ألقيت على الجسر الذي يربط بنتيو بالطريق المؤدية إلى الشمال»، مستطردا: «لم يصب أحد بجروح لكن الجيش الشعبي لتحرير السودان أرسل فريقا للتحقيق»،
دعوات تهدئة
وعلى الصعيد السياسي، دعا مجلس الأمن طرفي الصراع لوقف المعارك والعودة إلى طاولة المفاوضات لتجنب تدهور الوضع. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رئيس جنوب السودان إلى عقد قمة مع الرئيس السوداني لتجنب الحرب.
وتباحث كي مون مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في واشنطن ورئيس وزراء اثيوبيا ميليس زيناوي حول سبل احتواء النزاع.
قلق عميق
وفي إطار ردود الأفعال الدولية ايضا، أعربت الولايات المتحدة عن «بالغ الانزعاج»، والإدانة لتصاعد الأعمال العسكرية بين السودان وجنوب السودان.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان: «ندين مشاركة جيش جنوب السودان في الهجوم على هغليغ والاستيلاء عليه، وهو أمر يتعدى الدفاع عن النفس وصعّد التوترات بين السودان وجنوب السودان إلى مستويات خطيرة»، مردفة « ندين أيضا القصف الجوي المتواصل الذي تشنه القوات المسلحة السودانية على جنوب السودان، على حكومتي البلدين الاتفاق فورا ودون شروط على وقف أعمال القتال». وقالت المندوبة الأميركية سوزان رايس إن «على الجانبين أن يستأنفا المفاوضات ويوقفا المعارك»، مضيفة «أكدت الدول الأعضاء أن على الجيش الشعبي لتحرير السودان الانسحاب فورا من هغليغ وعلى السودان أن يوقف الغارات الجوية وتوغله في جنوب السودان».
