كشف ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي عن مباحثات جارية بين العراق وتركيا لتسليم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، مبيناً أن وفداً أمنياً عراقياً زار أنقرة قبل مدة قريبة واتفق على عدة محاور، منها تسليم هذا المسؤول إلى السلطات العراقية.. في وقت قال القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان ان وجود الهاشمي في اقليم كردستان احرج الاكراد مع باقي الاطراف، مؤكداً عدم رغبته بعودته مرة اخرى الى اقليم كردستان.
وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون فالح الزيادي إن هناك مباحثات جارية بين الجانب العراقي والتركي وتنسيقا مسبقا لعدم استقبال الهاشمي بصفة رسمية، وامكانية تسليمه الى السلطات العراقية باعتباره مطلوباً قضائياً .
وفد امني رفيع
وأوضح الزيادي أن وفداً أمنياً عراقياً قد زار تركيا قبل زيارة الهاشمي وتطرق إلى عدة امور من ضمنها تطوير العلاقات الامنية والحفاظ على أمن الحدود المشتركة وضرورة تسليم الهاشمي وعدم استقباله وإيوائه، مبيناً أن «هناك بوادر حسن نية من تركيا لتحسين العلاقات بين الجانبين وتسليم الهاشمي سيرسخ هذا الامر».
وعدّ النائب عن ائتلاف دولة القانون «استقبال دولة قطر والمملكة العربية السعودية لطارق الهاشمي بصفة رسمية تدخلاً في الشأن العراقي، مشيراً إلى أن قطر والسعودية يحاولان إعطاء الهاشمي دوراً بعد أن تمّ اسقاط صفته الرسمية بصدور مذكرة إلقاء قبض بحقه.
وأعلنت وسائل إعلام تركية، عن وصول الهاشمي إلى تركيا الاثنين الماضي في إطار جولته في لعدد من دول المنطقة، لكن المسؤولين في انقرة لن يلتقوه.
تحفظ تركي
وذكرت صحيفة «حرية» التركية الواسعة الانتشار أن «رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته احمد داوود أغلو لن يلتقيا نائب رئيس الجمهورية العراقي الذي يقوم بزيارة إلى تركيا»، وتوقعت الصحيفة ان تتسبب زيارة الهاشمي إلى تركيا بـ «إعادة إحياء التوتر بين أنقرة وبغداد».
من جانبها، ذكرت قناة «سي.إن.إن» التركية أن «زيارة الهاشمي ستكون قصيرة»، ولم تذكر القناة المسؤولين المتوقع ان يلتقيهم الهاشمي خلال مكوثه في تركيا.
نفي حالات وفاة
الى ذلك، نفى مجلس القضاء الأعلى في العراق أن يكون أي من أفراد حماية الهاشمي الموقوفين قد توفي من جراء التعذيب.
وفيما أكد المجلس أن الهيئة القضائية التحقيقية مستمرة بزياراتها للاطلاع على أحوال الموقوفين من حماية الهاشمي، أظهر تقرير أرفقه القضاء لتأكيد ذلك أن آخر زيارة للهيئة كانت في 28 فبراير الماضي.
واتهم الهاشمي أمن نوري المالكي بالتسبب بوفاة اثنين من عناصر حمايته المحتجزين جراء التعذيب وقال الناطق باسم مجلس القضاء الأعلى عبدالستار البيرقدار في بيان انه «بعد الرجوع إلى الهيئة التحقيقية القضائية المكونة من تسعة قضاة، تبين عدم تعرض أي من الموقوفين البالغ عددهم 73 إلى أي عملية تعذيب أو وفاة»، مؤكداً أن الهيئة قامت بزيارات مستمرة للوقوف على أوضاع المعتقلين والتأكد من سلامة التوقيف.
حرج اربيل
ابدى القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان عدم رغبته بوجود نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي مرة اخرى في اقليم كردستان.
وقال عثمان في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للانباء إن «وجود الهاشمي في اقليم كردستان احرج الاكراد كثيراً مع باقي الاطراف، لذلك لا نرغب في ان يعود مرة اخرى الى الاقليم، حتى لا نحرج مرة ثانية ولا يؤثر في علاقاتنا».
وأضاف أن قضية الهاشمي «قضائية، ويجب ان تحل في القضاء، لا ان تبقى معلقة ، وتزيد من الازمات».
يذكر ان طارق الهاشمي انتقل من بغداد الى اقليم كردستان في اعقاب صدور مذكرة إلقاء قبض بحقه قبل نحو شهرين.
وغادر الاقليم في زيارة الى قطر بداية الشهر الحالي، ثم زار المملكة العربية السعودية بعد ذلك، وهو الآن موجود في اسطنبول في زيارة رسمية لتركيا.
