تشهد تونس نذر أزمة سياسية حادة مرشحة لكل التطورات والسيناريوهات، على خلفية أحداث شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة الاثنين الماضي، حيث يستجوب المجلس التأسيسي وزير الداخلية علي العريّض في هذا الشأن اليوم الخميس، في وقت اعلن الاتحاد التونسي للشغل انه سيحتفل بعيد العمال غرة مايو المقبل وسط شارع الحبيب بورقيبة في تحدّ واضح لقرار وزير الداخلية حظر تنظيم المسيرات فيه.
وعقد قرابة 40 نائبا أغلبهم من المعارضة اجتماعا بوزير الداخلية مساء أول من امس، بطلب من رئيس المجلس الوطني التأسيسي، تم التطرق فيه الى اعمال العنف التي طالت عددا من رموز المعارضة والمجتمع المدني واعضاء المجلس.
ووصف عديد من النواب اعمال العنف بانها «فضيحة ووصمة عار في تاريخ الثورة التونسية»، محملين وزارة الداخلية المسؤولية عنها، ليقرروا استجواب العريّض في جلسة اليوم الخميس لتوضيح القضية.
وألمح وزير الداخلية التونسي الى امكانية التراجع عن قرار اغلاق الشارع امام المسيرات والتظاهرات عندما اعلن ان القرار «مؤقت، الا ان الغاءه يحتاج الى مزيد من النقاش».
وتتهم أحزاب المعارضة العريض المنتمي لحزب النهضة الإسلامي الحاكم باستعمال القوة المفرطة تجاه المتظاهرين وبوجود «ميليشيات نهضوية» شاركت في الاعتداء على المتظاهرين. وهو ما كذبته حركة النهضة وكذلك وزارة الداخلية والنقابات الأمنية.
كما دعوا وزارة الداخلية الى منع العناصر التي لا تنتمي الى سلك الامن من المشاركة في مواجهة التظاهرات.
تحد عمالي
الى ذلك، اعلن الاتحاد التونسي للشغل انه سيحتفل بعيد العمال غرة مايو المقبل وسط شارع الحبيب بورقيبة في تحدّ واضح لقرار وزير الداخلية حظر تنظيم المسيرات فيه. وقال مسؤولون في الاتحاد العام التونسي للشغل ان تنظيم احتفالات العمال بعيدهم في شارع الحبيب بورقيبة «يعتبر وفاء لثورة 14 يناير وانسجاما مع اهدافها».
مقاطعة إعلامية
في هذه الاثناء، دعت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين في بيان، جميع الإعلاميين في كامل المؤسسات الإعلامية إلى حمل الشارة الحمراء اليوم الخميس، والى مقاطعة جميع أنشطة وزير الداخلية وحركة النهضة لمدة أسبوع.
دعوة إلى الحوار
في غضون ذلك، دعا القيادي في حركة التجديد عادل الشاوش الى «الإسراع بفتح حوار وطني شامل، والعمل على تكريس روح الوفاق وتغليب المصلحة الوطنية على الصراعات الحزبية». وأوضح أن «هناك ضعفا في أداء النخبة السياسية الحالية»، مشيرا الى أن «الساحة السياسية بحاجة الى بناء حزب وسطي من شأنه أن يحدث التوازن مع التيار الإسلامي».
