بدا المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان محبطاً خلال زيارته أمس إلى إيران، حيث أعرب عن «الأمل» بـ«تحسن» الوضع الميداني في سوريا اعتباراً من اليوم الخميس موعد انتهاء المهلة الممنوحة إلى المعارضة لإيقاف إطلاق النار فيما كان يفترض من قوات النظام وقفه اول من امس، في حين طالبت تركيا مجلس الأمن بإصدار قرار يقضي بحماية المدنيين وسط تكرار في المواقف الدولية بشأن الأزمة.
وقال أنان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في طهران، إن «أي زيادة في الطابع العسكري للصراع في سوريا سيكون كارثيا وستكون له عواقب لا يمكن تخيلها في منطقة لا تحتمل المزيد من الأزمات»، مضيفاً: «تلقيت تأكيدات من الحكومة السورية بأنها ستلتزم بوقف اطلاق النار». وأردف المبعوث الأممي- العربي المشترك: «آمل بتحسن الوضع في سوريا اعتبارا من الخميس»، أي اليوم، مستطردا: «نحن بحاجة للتوصل إلى حل لوقف القتل في سوريا، كما أننا بحاجة إلى كافة صور المساعدة الدولية للتوصل إلى هذا الحل. ومن الممكن أن تكون إيران أيضا جزءا من هذا الحل»، على حد وصفه.
سقف الأسد
بدوره، قال صالحي إنه «يجب منح الحكومة السورية الفرصة لاجراء التغييرات التي تعهد بها الرئيس بشار الأسد»، مضيفا ان إيران «تدعم رغبة الشعب السوري في المزيد من الحرية، إلا أنها تعتقد أيضا أن أي حل ينبغي أن يتم التوصل إليه من خلال المحادثات بين الشعب والحكومة الحالية». واردف: «نعارض أي تدخل أجنبي في هذا الشأن وكذلك أي دعوات لتغيير النظام، وهذا هو ما نختلف فيه مع عدد من جيراننا في المنطقة والدول الغربية». ورأى صالحي أن أنان «لا يسعى إلى أي تغيير في التشكيل السياسي في سوريا»، محذراً من أن الدعوات للإطاحة بالأسد ستؤدي إلى فراغ في السلطة ما سيكون له عواقب وخيمة»، على حد زعمه.
دعوة تركية
إلى ذلك، طالبت تركيا بإصدار قرار من الأمم المتحدة يقضي بحماية المدنيين في سوريا.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية التركية في أنقرة إن «النظام السوري لم يسحب قواته كما وعد من المدن، كما أنه لا زال يستخدم أسلحة ثقيلة».
وأضاف الناطق التركي أن «العنف كان يجب أن يتوقف بحلول الثلاثاء، ولما لم يحدث ذلك، فنحن ننتظر وبشكل ملح أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يتضمن الإجراءات اللازمة لحماية الشعب السوري». إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام تركية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يعتزم مواصلة جهوده الرامية إلى التوصل إلى إجماع دولي بشأن القمع في سوريا. وقالت إن أردوغان يدرس القيام بزيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، فيما يصل غدا الجمعة إلى السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
موقف صيني
وفي ردود الفعل ايضا، اعربت الصين عن «قلقها العميق» من استمرار اعمال العنف الدامية في سوريا ودعت دمشق الى تطبيق خطة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية ليو ويمين في مؤتمر صحافي ان بكين «تعرب عن قلقها العميق ازاء تواصل اعمال العنف في سوريا وتدعو الحكومة السورية الى تطبيق الخطة المؤلفة من ست نقاط». واضاف: «يجب ايضا ان توقف المعارضة السورية وقف اطلاق النار فورا».
وتابع ويمين ان مسألة التوصل الى حل سياسي للازمة السورية «بلغت مرحلة حرجة»، في اشارة الى مهلة الامم المتحدة.
استعداد روسي
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن موسكو مستعدة للتفاوض مع كافة ممثلي المعارضة السورية، سواء الداخلية أو الخارجية.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن غاتيلوف قوله: «نحن منفتحون على الإتصالات مع كافة أطياف المعارضة». وأضاف أن بلاده «على اتصال بالمعارضة السورية في الخارج وسنُسّر بدعوتهم إلى موسكو وبدء الإتصالات السياسية معهم».
وأشار إلى أن «الأمر الوحيد الذي تدعو له موسكو المعارضة السورية هو وقف العنف»، قائلا: «اذا تحدثنا عن الحكومة السورية، فهي أعلنت رسميا أنها مع العملية السياسية وعلى استعداد لبدء المفاوضات مع المعارضة». وأردف غاتيلوف القول أن «المشكلة تتمثل الآن في المعارضة بالذات، فهي مشتتة وغير موحدة، ويشير الكثير من الساسة إلى انه من الصعب التحديد من الذي يجب اجراء الحوار معه»، مضيفاً أنه «لا يجوز الحديث عن عزلة الأسد عن شعبه».
اتصالات إيرانية
قال مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام ان ايران أجرت اتصالات مع المعارضة السورية نظرا الى سمعتها لدى الجماعات والحكومة السورية». ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن شيخ الإسلام قوله: «أجرت ايران اتصالات مع المعارضة السورية مما يدل على تأثير إيران.
