أعلنت وزارة الدفاع السورية أمس أنها قررت وقف عملياتها العسكرية بحلول صباح اليوم الخميس، تماشيا مع مهلة المبعوث الاممي- العربي المشترك كوفي انان، غداة مواصلة القوات النظامية عملياتها العسكرية والامنية من قصف واقتحامات ومداهمات في سبع محافظات، بالاضافة الى ارسال تعزيزات الى مناطق مختلفة، ما اسفر عن سقوط 40 قتيلاً، في حين صعدت للمرة الثانية على الحدود التركية بإطلاقها نارا باتجاه مخيم للاجئين على الحدود التركية.

ونقلت وكالة الأبناء السورية الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع قوله أمس إنه «بعد أن نفذت قواتنا المسلحة مهامها الناجحة في مكافحة الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية المسلحة وبسط سلطة الدولة على أراضيها تقرر وقف هذه المهام اعتباراً من صباح الخميس». وأضاف المصدر: «ستبقى قواتنا المسلحة متأهبة للرد على أي اعتداء تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة ولحماية أمن الوطن والمواطن».

 

تواصل العمليات

واستأنفت القوات النظامية بالتزامن مع الاعلان قصف احياء القرابيص وجورة الشياح والخالدية في مدينة حمص. وافاد المرصد بسقوط قتيل في حي جورة الشياح جراء اصابته باطلاق نار، وخمسة آخرين في مناطق متفرقة من المحافظة. واوضح الناشط في حي باب السباع في حمص القديمة خالد التلاوي لوكالة «فرانس برس» ان «المدفعية وقذائف الهاون تستخدم في القصف»، مشيرا ايضا الى «قصف عشوائي على الخالدية وسماع اصوات انفجارات في حيي الصفصاف وباب الدريب».

 

دمشق وريفها

اما في ريف دمشق، فأفاد عضو الهيئة العامة للثورة السورية احمد الخطيب ان القوات النظامية اقتحمت مناطق بسيمة والخضرة والفيجة وكفر الزيت ودير مقرن ودير قانون في وادي بردى وسط اطلاق نار كثيف، فيما توجهت تعزيزات عسكرية الى محيط مدينة الزبداني. بدوره، اشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى تعزيزات امنية على الحواجز المنتشرة في مدينة حرستا.

 وحدثت حملة مداهمات واعتقالات في حي برزة بالعاصمة السورية. من جهته، قال عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق وريفها ديب الدمشقي لـ«فرانس برس» ان مناطق الريف «تشهد منذ اكثر من شهر تحليقا للمروحيات العسكرية، وهذا الامر اصبح مألوفا للسكان». واضاف: «منذ حوالي اسبوع بدأنا نسمع تحليق المروحيات في سماء العاصمة نفسها»، مشيرا الى ان «المروحيات العسكرية تقلع وتهبط من مطار المزة العسكري في العاصمة، ومن مطار عقربا في الريف».

 

حلب وريفها

كما تواصلت العمليات العسكرية في ريف حلب لا سيما في مدينة مارع والقرى المجاورة التي تشهد قصفا لليوم الثاني على التوالي، ما اسفر عن دمار كبير فيها. واوضح الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي: «النظام ينهي مدينة تلو الاخرى، بدأ في عندان وحريتان، ثم انتقل الى منغ وضرب معها اعزاز ومن ثم تل رفعت والآن في مارع». واضاف: «كل مدينة او قرية تتعرض للقصف والدمار الكامل ثم اقتحام بالدبابات واحراق منازل»، متهما النظام بـ«تأديب المدن المنتفضة حتى تكف عن الاحتجاجات». اما في المدينة، فخرجت تظاهرة في جامعة حلب ردد فيها المتظاهرون هتافات للمدن التي تشهد عمليات عسكرية ونددوا بالرئيس بشار الاسد.

 

ريف حماة

اما في ريف حماة، فقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس الثورة ابو غازي الحموي، ان القوات النظامية اقتحمت مدينة حلفايا وسط اطلاق نار كثيف وشنت حملة اعتقالات عشوائية. وذكر المرصد السوري ان حملة مداهمات واعتقالات تمت ايضا في ريف حماة الشمالي، واسفرت عن اعتقال خمسة سوريين على الاقل.

جبل الأكراد

وفي اللاذقية، ذكر المرصد السوري ان مدفعية الجيش السوري قصفت قرى عدة في جبل الاكراد، ما اسفر عن تهدم عدد من المنازل على رؤوس اصحابها. ويتحصن في منطقة جبل الاكراد، ذات الغالبية الكردية في ريف اللاذقية، عدد كبير من المنشقين عن القوات النظامية وناشطون معارضون متوارون عن انظار اجهزة الامن. واشار المرصد الى منع القوات النظامية الاهالي من النزوح عن المنطقة.

 

درعا ودير الزور

وفي درعا، اقتحم الجيش السوري بالمدرعات بلدة غصم وسط اطلاق نار كثيف. ونفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في قريتي تسيل وانخل، واستقدمت قوات عسكرية امنية مشتركة انتشرت في بلدة بصرى الشام، في حين سقط ثلاثة في المحافظة بحملات القوات الحكومية. وفي درعا ايضا، انتشرت عشرات الحافلات والآليات التابعة للقوات النظامية في بلدة معربة وسط سماع اطلاق نار كثيف. وفي دير الزور، قتل ثلاثة سوريين خلال حملة مداهمات نفذتها القوات النظامية في مدينة القورية.

 

الحدود التركية

وفي سياق متصل، افادت وسائل الاعلام التركية ان قوات الامن السورية اطلقت النار الليلة قبل الماضية باتجاه مخيم للاجئين على الحدود. وعرضت شبكة «سي ان ان تورك» صورا لرصاص يتم اطلاقه من سلاح رشاش مصدره مبنى لمراقبة الحدود عليه العلم السوري باتجاه الاراضي التركية في منطقة كيليس. وافادت شبكات تركية عدة ان القوات السورية اطلقت النار على سوريين حاولوا عبور الحدود للجوء الى تركيا، وان الرصاص اصاب المخيم الواقع بمحاذاة الحدود دون ان يؤدي الى سقوط جرحى، لكنه اثار الذعر بين المقيمين في المخيم. وهذا هو الحادث الحدودي الثاني من نوعه منذ الاثنين الماضي.

 

 

علي شعبان

 

بحث الرئيس اللبناني ميشال سليمان امس مع السفير السوري لدى بيروت علي عبدالكريم علي، مسألة مقتل المصور التلفزيوني علي شعبان على الحدود الشمالية مع سوريا، فيما افاد الجيش اللبناني انه باشر تحقيقا ميدانيا بهذه القضية. وقال بيان رئاسي ان سليمان عرض مع علي موضوع مقتل شعبان و«متابعة التحقيقات الجارية والإجراءات المنوي اتخاذها في هذا الصدد». وكان شعبان المصور في تلفزيون «الجديد» قتل الاثنين الماضي في منطقة وادي خالد الحدودية الشمالية مع سوريا؛ باطلاق نار من الجانب السوري على سيارة كان يستقلها مع فريق تلفزيوني.