زجّ النظام السوري خلال الساعات الماضية بالمزيد من «الأسلحة الثقيلة» في الحملات العسكرية المتنقلة التي يشنها على معاقل الاحتجاجات، حيث شاركت المروحيات في قصف مدن وبلدات في كل من ريفي حلب وادلب في مشهد يشي تكراره باستخدام النظام قوة تدميرية كبيرة في مناطق الشمال الغربي المرشحة لتكون الجزء السوري من «المنطقة العازلة».
وفيما تواصلت الاقتحامات في ريف حماة وحمص.. امتدت الاشتباكات بين الجيش الحر والقوات الموالية للنظام في ريف دمشق إلى سفوح جبل الشيخ، في وقت فضت قوات الأمن احتجاجاً أمام مجلس الشعب بدمشق.
وقال ناشطون ولجان حقوقية إن 40 شخصاً قتلوا في العمليات العسكرية للنظام بينهم تسعة في ادلب، وخمسة في ريف دمشق، وأربعة قتلى في حمص، وثلاثة قتلى في حماة، بينما سقط قتيلان في دير الزور وقتيل في كل من درعا وحلب.
تدمير واقتحام
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن القوات النظامية اقتحمت بلدة منّغ في ريف حلب الغربي بعد قصفها وتدمير الحي الغربي منه. وأضافت أعداد كبيرة من الجنود مدعومين بالدبابات والمدرعات والمروحيات اقتحموا البلدة التي يقع فيها مطار عسكري يتنازع المنشقون والقوات النظامية السيطرة عليه.
وأفادت اللجان بأنّ مروحيات عسكرية شاركت في قصف مدينة تل رفعت التي تعتبر المنطقة التي ولد منها الحراك الثوري في ريف حلب. وقال ناشطون إن مروحية قصفت نقاطاً على طريق اعزاز كلجبرين في ريف حلب. بدوره، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن اشتباكات دارت في بلدات عدة في ريف حلب بين مقاتلين من الجيش الحر والقوات النظامية التي تستخدم الرشاشات الثقيلة والقذائف، بحسب المرصد.
تدمير قرية
وفي ريف ادلب، ذكر ناشطون داخل سوريا وعلى الحدود مع تركيا لوكالة «رويترز» أن نحو 90 دبابة ومركبة مدرعة قصفت بدعم من طائرات الهليكوبتر سهل الروج جنوب غربي مدينة ادلب. وأضاف نشطاء أن مقاتلين من الجيش الحر حوصروا في بلدة البشيرية وهي واحدة من نحو 40 قرية في المنطقة. وقال الناشط محمود علي عبر الهاتف فيما تعالت أصوات طائرات الهليكوبتر: «يقصف الجيش سهل الروج بدبابات وتطلق طائرات هليكوبتر صواريخ على البشيرية.
قتل العشرات أو أصيبوا ولكن لا يمكننا الوصول إليهم لأن القصف عنيف». وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قرية البشيرية تم تدميرها بالكامل من دون أن ترد أرقام حول القتلى بسبب تواجد القوات النظامية فيها، إلا أن تقارير أفادت بمقتل خمسة أشخاص من قرية الحديدة المجاورة.
جبل الشيخ
وفي غضون ذلك، سجلت الأحداث في ريف دمشق تطوراً لافتاً بعد انتقال الاشتباكات بين المنشقين والجيش إلى سفوح جبل الشيخ. وقتل خمسة مقاتلين من الجيش الحر إثر اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة مسلحة في قرية بيت جن على سفوح جبل الشيخ، كما اقتحمت القوات النظامية حي عبد الرؤوف في مدينة دوما.
وفي دمشق، خرجت تظاهرة نادرة أمام مجلس الشعب (البرلمان) احتجاجاً على عمليات قتل السوريين على يد النظام. ورفع المحتجون لافتة كتب عليها «أوقفوا القتل». وذكرت لجان التنسيق إن قوات الأمن فضت الاعتصام بالقوة واعتقلت عدداًُ من المشاركين من بينهم فتاة حملت لافتة وطليت نفسها باللون الأبيض.
مداهمات في العاصمة
من جهة أخرى، دارت اشتباكات ليلية في حي برزة الدمشقي بين القوات النظامية ومنشقين، وفقا للمرصد. وقال عضو مجلس الثورة في دمشق ديب الدمشقي لـ«فرانس برس» ان قوات الامن اقتحمت حي برزة ليلا وسط إطلاق نار، مشيرا الى «تنفيذ حملة مداهمة لعدد من الابنية واعتقال عدد من الأشخاص».
إحراق منازل
في ريف حماة، اقتحمت القوات النظامية قرية لطمين وسط اطلاق نار عشوائي، وشنت حملة دهم وأحرقت ثلاثة منازل بحسب ما افاد عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة ابو غازي الحموي. ويبلغ عدد سكان قرية لطمين حوالي أربعة الاف نسمة، وهي تبعد حوالى كيلومترين عن بلدة اللطامنة التي شهدت عملية عسكرية للقوات النظامية أمس اسفرت عن مقتل 45 مدنيا و15 منشقا. وأضاف الحموي في اتصال عبر «سكايب» مع «فرانس برس» ان «القوات النظامية اقتحمت ايضا مدينة مورك واحرقت عددا من المنازل والسيارات والدراجات النارية وشنت حملة اعتقالات». ويبلغ عدد سكان مدينة مورك حوالى 27 الفا، وتبعد خمسة كيلومترات عن اللطامنة.
السوق الأثري
إلى ذلك، تعرضت أحياء حمص القديمة لقصف متقطع استهدف خصوصا حيي باب هود والحميدية، بحسب ما افاد الناشط كرم ابوربيع في اتصال عبر «سكايب» مع «فرانس برس». واضاف أن القصف اصاب سوق حمص الاثري. وفي دير الزور، نفذت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في مدينة القورية اسفرت عن اعتقال 14 شخصاً.

