أكد وزير الداخلية اللبناني مروان شربل أمس أن محاولة اغتيال رئيس الهيئة التنفيذية لحزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «جدية»، وأن الأخير «نجا بأعجوبة»، فيما طالب رئيس الوزراء نجيب ميقاتي القضاء بالتحرك «الفوري» وبتحقيق الأجهزة الأمنية.

ودعا شربل في مقابلة تلفزيونية أمس «الجميع، إلى أخذ العبر» من محاولة اغتيال جعجع في معراب وإلى «العودة إلى طاولة الحوار»، محذراً من ان الوضع في لبنان «حساس، وإذا بقي الخلاف من دون إدارة فسيؤدي ذلك إلى مشاكل». وأشار شربل إلى أن «كل الشخصيات السياسية من كل الطوائف معرضة، لأن هناك طابوراً خامساً»، مؤكداً ان «الحل بالسياسة وليس بالاغتيالات التي قد تؤدي إلى مشاكل تعصف بالبلد والعودة إلى الحرب الأهلية». ولفت شربل إلى ان التحقيق في قضية محاولة اغتيال جعجع «مستمر»، متسائلا:

 «لماذا علينا انتظار هذه النتائج فيما طاولة الحوار موجودة ويمكن اللجوء إليها لتخفيف الحقن والانقسام؟». وأردف ان محاولة الاغتيال «كانت جدية، وهو نجا منها بأعجوبة». وحول ما توصل اليه التحقيق في محاولة اغتيال جعجع، أجاب شربل: «لا يمكننا اتهام أحد، فالتحقيق لا يزال مستمراً، ونأمل أن نصل إلى نتيجة»، خاتماً بالقول: «الوضع بأيدينا، والمشكلة بأيدينا والحل بأيدينا».

 

موقف ميقاتي

وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال إنه طلب من القضاء «التحرك فوراً، وأن تقوم الأجهزة الأمنية بدورها كاملاً في التحقيق بإطلاق النار على منزل جعجع». وأشار الى انه «اتصل بجعجع مستوضحاً الحادث»، ومؤكداً أن هذا الأمر «يمس بأمن الوطن والمواطنين، وأبلغته تكليف الأجهزة الأمنية متابعة الموضوع».

 

موقف الحريري

بدوره، استنكر رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري محاولة اغتيال رئيس حزب «القوات اللبنانية»، مؤكداً «استمرار الدفاع عن لبنان الديمقراطي وحق اللبنانيين في دولة سيدة مستقلة متحررة من الوصاية، ومن إرهاب السلاح ومن يستخدمونه أداة لحرف الحياة السياسية الديمقراطية عن مسارها الطبيعي».

وأعرب الحريري في اتصال هاتفي مع جعجع عن «مشاعر التضامن والاستنكار بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها في معراب»، مبيناً أن محاولة اغتياله «والتي تأتي في سياق مسلسل طويل من استهداف القيادات الوطنية اللبنانية، هي محاولة شطب رمز من الرموز السياسية التي لها مكانتها ووزنها في الحياة السياسية اللبنانية». وقال إن «هذا الاعتداء الإرهابي يرتب مسؤوليات كبيرة على السلطات اللبنانية السياسية كما الأمنية، لمتابعة القضية وكشف كافة ملابساتها، وإطلاع الرأي العام على حقيقة ما جرى وما يتم التخطيط له للنيل من لبنان واستقراره».