وافق مجلس الأمن على صيغة بيان رئاسي «مخفّف» يدعو النظام السوري إلى الالتزام بمهلة المبعوث الأممي- العربي كوفي أنان التي تنتهي في العاشر من أبريل الجاري، متحدثا عن ضرورة «تخفيف» تحركات القطعات العسكرية وعدم استخدام أسلحة «ثقيلة»، في وقت قال انان إن العنف متواصل في سوريا، وانه لم يتحقق من إعلان قوات الرئيس بشار الاسد انسحابها من ثلاث مدن، بينما أكدت فرنسا أن الأسد «يخدعنا» و«يتظاهر» بقبول الخطة.
واتفق مجلس الأمن امس على بيان رئاسي «مخفّف» يدعو دمشق الى «الالتزام» بمهلة انان التي تنتهي في العاشر من أبريل لوقف القتال وسحب القوات من المراكز السكانية، مهددا باتخاذ «خطوات أخرى» اذا لم تلتزم سوريا بذلك.
وقال دبلوماسيون غربيون ان البيان، وهو نسخة مخففة من مسودة سابقة، لم يلق اعتراضا وأقره مجلس الامن الذي يضم 15 دولة. وقالوا ان ذلك يعني ان البيان نال تأييد الصين وروسيا. ويدعو البيان انان إلى «موافاته بتفاصيل التزام سوريا بالمهلة» وحذر من انه «سيدرس خطوات اخرى بما يلائم» الوضع. و
افاد البيان: «يدعو مجلس الامن الحكومة السورية للقيام فورا وبشكل واضح بالتزاماتها بتخفيف تحركات القوات نحو المراكز السكانية، ووقف اي استخدام للاسلحة الثقيلة في هذه المراكز وبدء سحب التجمعات العسكرية في محيط المراكز السكانية وتنفيذ ذلك كاملا في موعد لا يتجاوز العاشر من ابريل 2012». وأضاف البيان: «يدعو مجلس الأمن كل الاطراف بما فيها المعارضة إلى وقف العنف المسلح بكل أشكاله في غضون 48 ساعة من تنفيذ الحكومة السورية لكامل الخطوات».
موعد محدد
بدوره، قال المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية ان أطراف الصراع «يجب أن يوقفوا كافة أعمال العنف بحلول الساعة السادسة صباح يوم 12 ابريل الجاري بتوقيت سوريا، إذا التزمت الحكومة بالموعد النهائي الذي وافقت عليه لوقف القتال والذي يحل يوم العاشر من ابريل». وابلغ انان الجمعية العمومية للأمم المتحدة: «أدعو الحكومة وقادة المعارضة لإصدار تعليمات واضحة حتى تعم الرسالة أنحاء البلاد وتصل الى المقاتل والجندي على المستوى المحلي».
وأضاف انان ان الحكومة السورية ابلغته انها بدأت في «الانسحاب الجزئي» من مدن ادلب والزبداني ودرعا، الا انه قال انه «لم يتم التأكد من ذلك بعد»، وانه «لاتزال ترد تقارير عن مستويات مقلقة من القتلى حيث ان العنف متواصل».
تحذير روسي
في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب من توجيه أي «تهديدات أو إنذارات» الى دمشق. وقال لافروف في مؤتمر صحافي ان «الحكومة السورية أخذت المقترحات الاممية في الاعتبار وبدأت تطبيقها ومن المهم جدا الآن عدم تقويض هذه الاجراءات بإنذارات وتهديدات»، معبرا عن أسفه «لان هناك من يريد ذلك».
وحضّ وزير الخارجية الروسي انان على الضغط كذلك على المعارضة. وقالت وزارة الخارجية الروسية ان لافروف ابلغ انان هاتفيا ان موسكو دعمت بيان مجلس الامن بناء على فهمها انه سيتم فرض موعد نهائي ثان للمعارضة السورية المسلحة بإلقاء السلاح.
وقالت الوزارة ان لافروف «اكد انه يجب على المعارضة السورية وليس فقط السلطات السورية ان تتخذ خطوات ملموسة باتجاه وقف العنف».
تظاهر بالقبول
في هذه الأثناء، اعرب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه عن تشاؤمه من امكانية نجاح خطة انان، واتهم الأسد بالتظاهر بالالتزام بها. وقال جوبيه في تصريحات للصحافيين: «هل نستطيع التفاؤل أم لا؟ لست متفائلا لأنني أعتقد أن بشار الأسد يخدعنا. إنه يتظاهر بقبول الخطة بينما مازال يستخدم القوة في الوقت نفسه».
وقال جوبيه إنه «من الضروري أن ينفذ انسحاب الجيش المتفق عليه والوقف الشامل لإطلاق النار في غضون المهلة المتفق عليها». وأضاف: «إذا احترم هذا الجدول الزمني، سيتم نشر بعثة مراقبين بسرعة للتأكد من أننا لا نتعرض لخديعة».
