تضاربت الأنباء أمس بشأن عودة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إلى بلاده، ففيما أعلن مصدر سعودي أن الهاشمي سيبقى في السعودية في الوقت الراهن، نفى الأخير هذه الأنباء، وشن هجوماً عنيفاً على حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، على خلفية الاتهامات المزعومة الموجهة إليه من قبل بغداد بقضايا تتعلق بالإرهاب، محذراً من أن وحدة العراق باتت على المحك، وأن كل الخيارات مفتوحة، فيما أشار إلى أن 90 في المئة من المعتقلين عرب سنة.

وبينما أكد مصدر سعودي رسمي لوكالة «فرانس برس» أمس أن الهاشمي «سيمكث في السعودية في الوقت الراهن»، من دون أن يستبعد أن يبقى في المملكة حتى رحيل المالكي «ديمقراطياً»، أكد المكتب الاعلامي للهاشمي انه سيعود الى بلده في ختام جولته العربية، نافياً بذلك اعلان مسؤول سعودي انه سيبقى مؤقتاً في المملكة. وقال مدير المكتب الاعلامي للهاشمي مدحت ابو عبد الله لوكالة «فرانس برس» ان نائب رئيس الجمهورية «يؤكد عودته الى الوطن بمجرد اكمال جولته العربية».

واضاف ان مكتب الهاشمي «ينفي ذلك الخبر نفياً قاطعاً»، في اشارة الى نبأ بقائه مؤقتاً في السعودية. وأشار الى ان الهاشمي «أكد ذلك أكثر من مرة»، ويعتبر أن «خصومي السياسيين هم من يتمنون أن أترك وطني».

 

هجوم الهاشمي

وكان الهاشمي قال، غداة زيارته إلى السعودية، في مقابلة بثتها قناة «الجزيرة» القطرية الليلة قبل الماضية ان قضيته «تحمل بعداً طائفياً» باعتبار أنه «خامس شخصية سنية يتم استهدافها». وذكر الهاشمي ان «90 في المئة من المعتقلين في العراق من العرب السنة، وان ما لا يقل عن 80 تهمة وجهت الى أفراد حمايته، فضلاً عن تعرضهم للتعذيب.

فيما هناك اعتقالات لم تفصح عنها الأجهزة الأمنية». وانتقد الهاشمي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مؤكداً ان «الفساد يستشري في البلاد ويدمر التوزيع العادل للثروات»، محذراً من ان «وحدة العراق أصبحت على المحك في الوقت الراهن وكل الخيارات ستكون مفتوحة».

المالكي والأسد

وألمح الهاشمي الى دعم تقدمه بغداد للنظام السوري. وقال، بحسب مضمون المقابلة الذي نقل عبر موقع «الجزيرة»، ان المالكي «كان يتهم نظام بشار الأسد بدعم الإرهاب لكنه غير موقفه بعد الثورة، وأصبح يدافع عنه». واضاف ان «هناك مؤشرات حول اشكال الدعم الذي يقدمه المالكي لنظام الأسد، منها معلومات حول ميليشيات عراقية تقاتل الى جانب النظام السوري، وهناك معلومات غير مؤكدة حول استخدام ممر جوي عراقي لمساعدة النظام السوري».